استاء مواطنون قاموا بزيارة غابة جبل الوحش خلال الأيام الأخيرة، من شباب يطلبون منهم دفع إتاوات مقابل ركن السيارات، و هو ما أثار استياء الزوار الذين دخل بعضهم في ملاسنات مع هؤلاء الأشخاص.
وقال مواطنون، إن العديد من العائلات اتجهت إلى غابة جبل الوحش في الفترة الأخيرة التي تزامنت مع تساقط الثلوج والعطلة الربيعية، من أجل الترويح عن أنفسهم أمام نقص أماكن الترفيه وعدم اعادة فتح حظيرة التسلية الواقعة بنفس المكان، غير أنهم اصطدموا على غير العادة، بوجود شباب يطلبون منهم تسديد مبلغ 100 دينار مقابل ركن سياراتهم في الساحة المحاذية للبحيرة والقريبة من المطعم التابع لأحد الخواص، مضيفين أن هؤلاء الشباب استظهروا تذاكر قالوا لهم إنها خاصة بالركن، حيث استجاب البعض إلى هذا الطلب مرغمين، فيما دخل آخرون في مناوشات كلامية معهم، معبرين عن رفضهم لمثل هذه التصرفات التي وصفوها بغير القانونية، خاصة أنه لم يتضح إن كانت السلطات المحلية قد أجّرت المساحة المعنية للخواص.
وقد خلّف هذا الوضع استياء كبيرا وسط الزوار الذين استغربوا مثل هذه التصرفات، حيث قالوا إنها زادت من معاناة عائلات تشتكي في الأصل من نقص مرافق للترويح عن النفس، لتلاحقها إتاوات الحظائر إلى غاية غابة جبل الوحش، التي يفترض أنها فضاء عمومي لا يلزم المواطنين بتسديد الأموال للركن فيه، إلا أن غياب الرقابة من قبل السلطات المحلية، جعل هؤلاء يفرضون منطقهم على المواطنين يوميا وخلقوا منها مصدرا للحصول على الأموال بطريقة غير شرعية وغير قانونية، الأمر الذي جعل العائلات الوافدة على المكان تؤكد استياءها العميق من هذه التصرفات التي لم يتمكنوا من التصدي لها بطريقتهم الخاصة وإن فعلوا، فإنهم سيدخلون أنفسهم في دوامة الشجار مع الكثير من الشبان.
يذكر أن غابة جبل الوحش تشهد حالة من الإهمال، فزيادة على الحرائق التي أتلفت مساحات واسعة منها، خلال العامين الماضيين، تنتشر الأوساخ بهذا الفضاء الذي تحولت بعض أجزائه إلى مرتع للمنحرفين، فيما تتعرض بحيراته الأربع كل صيف إلى الجفاف وتمتلئ بالقاذورات، ما صار يهدد الثروة النباتية بغابة تعتبر رئة قسنطينة والمتنفس الأول لعائلاتها وكذا محطة للطيور المهاجرة.