قسنطينة… تلوث البيئة يهدد صحة سكان ابن باديس

قسنطينة… تلوث البيئة يهدد صحة سكان ابن باديس

 

تجمّع العشرات من سكان ابن باديس بولاية قسنطينة، أمام مقر البلدية للمطالبة بحل جذري لما يصفونه بالتأثيرات السلبية لمفرغة بوغارب على الصحة العمومية والبيئة، بعد غلق مركز الدفن التقني بنفس المنطقة قبل حوالي 5 سنوات. كما منعوا شاحنات القمامة الوافدة من عدة بلديات من الوصول إلى المكان، في حين أكد مدير البيئة أن العمل جار لإخماد الحريق الذي شب في المفرغة.

السكان الذين تجمعوا قرب البلدية، قالوا إن معاناتهم تتجدد بسبب المفرغة، حيث أدت، حسبهم، إلى تفاقم مختلف الأمراض التنفسية في منطقة كانت معروفة بهوائها النقي، مضيفين أن تحلل النفايات نجم عنه تشكل عصارة سامة وقاتلة لوثت كل الشعاب والأودية الواقعة أسفل ربوة بوغارب، التي تقع عليها المفرغة من خنابة إلى بني يعقوب، ومنها إلى حدود ولايات مجاورة، حتى أن لون مياهها تحول مثلما يؤكدون إلى الأسود، بعدما كان شفافا، كما رفع السكان انشغالهم لرئيس دائرة عين عبيد، الذي حضر إلى مكان الاحتجاج وحاور المواطنين رفقة مدير مراكز الدفن التقني للنفايات المنزلية، حيث استمعا للانشغالات المطروحة، حسب ما أكده السكان، مبدين عزمهما على الغلق النهائي للمفرغة الفوضوية بمنع التفريغ فيها، وتخليص البلدية من آثارها المدمرة، خاصة أن التعايش معها أصبح، حسبهم، غير ممكن، خاصة بالنسبة للقاطنين بحي 450 مسكنا المعروف بـ “حي الأتراك” والمناطق المجاورة له.

وذكر السكان أن رئيس بلدية ابن باديس وعدهم بنقل الانشغال إلى السلطات، وهو نفس ما تعهد به رئيس دائرة عين عبيد حسب قولهم، في حين أكد مدير البيئة بولاية قسنطينة، أن العمل جار منذ اشتعال النار في مفرغة بوغارب لإخماد الحريق، باستعمال الجرافات والشاحنات من أجل جلب الأتربة من مسافات بعيدة إلى الموقع المعروف بطبيعته الصخرية.

وأكد نفس المسؤول أنه عازم على رد الوضع إلى ما كان عليه، وذلك بالشروع خلال الأيام القليلة المقبلة في حفر الخندق الثاني داخل مؤسسة الدفن التقني للنفايات المنزلية الواقعة قرب المفرغة الفوضوية وهذا بعد صب مبلغ 30 مليار سنتيم مخصصة لذلك، منذ سنة 2017، بعد أن راسل الوالي كلا من وزارتي البيئة والمالية، وهو مشروع قد تم استنفاد كل الإجراءات الخاصة به وفق قانون الصفقات العمومية.

أيوب. ح