قسنطينة.. تزايد حالات “كورونا” يثير المخاوف

قسنطينة.. تزايد حالات “كورونا” يثير المخاوف

أخذ منحنى الإصابات الجديدة بفيروس كورونا بولاية قسنطينة مسارا متعرجا منذ بداية شهر ماي الجاري، حيث ينخفض ويعود إلى الاقتراب من الذروة، لتقفز الحالات المؤكدة وذلك وسط مخاوف من تداعيات عدم احترام الحجر بالعديد من الأحياء والتجمعات.

وعند تتبعنا عدد الإصابات التي تعلن عنها اللجنة الوطنية لرصد ومتابعة الوباء بصورة يومية خلال الأيام العشرة الأخيرة، لاحظنا أن الولاية قد عرفت خلال هذه الفترة عدم تسجيل أية إصابة جديدة يومي 3 و14 ماي، بعد أن بلغت الذروة سقف 17 إصابة جديدة قبل ذلك بيوم واحد، في حين وصل أدنى عدد من الحالات المؤكدة إلى واحد يوم التاسع من ماي، لتعود الإصابات إلى الارتفاع مباشرة يوم الثاني عشر من نفس الشهر، حيث تشير هذه الأرقام إلى أن معدل الزيادة في عدد الإصابات قد انخفض مقارنة بما كان عليه من قبل، خلال الأيام الأولى من هذا الشهر، لكن المنحنى لا يعطي تصورا واضحا عن مسار الحالات، لأنه متعرج ويتراوح بين الانخفاض والارتفاع بصورة بالغة، حيث ما زالت ولاية قسنطينة تحتل المرتبة السادسة في ترتيب الإصابات، في حين لا تبتعد الأرقام اليومية المسجلة فيها عن غيرها من الولايات التي تتصدر حصيلة الإصابات بالفيروس عبر الوطن، فعلى سبيل المثال، تصدرت ولاية وهران الحصيلة بتسع عشرة إصابة تلتها عين الدفلى وأدرار بثلاث عشرة حالة جديدة، ثم ولاية تيبازة باثنتي عشرة حالة.

ورغم أن الأرقام المسجلة في الفترة المذكورة لم تبلغ ذروة العشرين إصابة في يوم واحد، مثلما سجلته الولاية في أحد الأيام السابقة، إلا أن خرق تدابير الحجر الصحي في الشوارع والأحياء خلال الساعات المسائية التي يحظر فيها التجول من السابعة مساء إلى السابعة صباحا ما يزال مستمرا، مثلما يلاحظ بمختلف الأحياء، وقد تعرض الكثير من المواطنين للتوقيف من طرف مصالح الأمن بسبب ذلك. أما خلال الساعات النهارية فما زال الكثيرون يتزاحمون في أماكن التسوق والفضاءات العامة، ويرفضون ارتداء الكمامات، رغم القرار الولائي الذي يلزم بوضعها.

وذكر مواطنون تحدثنا إليهم أنهم استشعروا خطورة الوضعية الوبائية بعدما أصبحت تسجل إصابات لدى أشخاص يعرفونهم وقريبين منهم، مثلما حدثنا مواطن عن أسرة جيرانه الذين أخضعوا للحجر الصحي بعد أن اشتبه في انتقال العدوى إلى واحد منهم في سيدي مبروك العلوي منذ أيام قليلة، في حين عبر آخرون عن عدم قدرتهم على تحمل الإزعاج الذي يتسبب فيه الحجر الصحي وتقييد حركتهم، خصوصا خلال الساعات التي تلي وقت الإفطار وتزامن الوباء مع شهر رمضان، خصوصا مع تمديد الحجر لمدة خمسة عشر يوما أخرى، كما لاحظنا أن بعض الصبيان أصبحوا يجدون في خرق حظر التجول تسلية عندما يفرون من سيارات الشرطة كلما مرت بالقرب منهم.

من جهته، ذكر الطبيب المنسق بمستشفى البير بقسنطينة، الدكتور محمد ياسين أمين خوجة، أن سقف حالات الإصابة التي يستقبلها المرفق الذي خصص لمعالجة المصابين بالوباء، لم ينخفض في هذه الأيام عما كان عليه سابقا، رغم تأكيده على أن عدد الحالات المتدفقة تراجع قليلا منذ أيام لحوالي يومين وعاد إلى طبيعته الأولى، في حين عزا الأمر إلى عدم اتباع إجراءات الحجر الصحي من طرف المواطنين، خصوصا في الأسواق والأماكن العامة وخرق حظر التجول في الفترة المسائية، مضيفا أن الفيروس انتقل إلى كثير من المصابين بسبب الاحتكاك خارج البيت وليس بالضرورة لاحتكاكهم بأحد أفراد العائلة المصابين، فيما قال إن بعض المرضى الذين شخصت لديهم إصابة طفيفة بالسكانير قد طلب منهم إجراء الحجر الصحي في منازلهم لأنه من غير المعقول استيعاب جميع الحالات، لكن نسبة تقيدهم بالإجراءات متفاوتة.

وأوضح المعني، أن المستشفى يضم في الوقت الحالي حالات مؤكدة من المقاطعة الإدارية علي منجلي وسيدي مبروك وبوالصوف وبلدية حامة بوزيان، معتبرا أن الحديث عن تراجعها يتوقف على التربية الصحية والتزام المواطنين بتدابير الحجر الليلي والتباعد في الساعات النهارية.

أيوب.ح