قسنطينة.. تجار “الفندق” بالرحبة متخوفون من سقوط المحلات

elmaouid

يترقب التجار والحرفيون العاملون بالبناية المسماة “الفندق” الواقعة في رحبة الجمال بالمدينة العتيقة بقسنطينة، موعد ترميم المبنى الذي يضم أكثر من 15 محلا نشطا في الخياطة والتجارة ومستغل كمخازن للسلع

والألبسة، وذلك بعدما تم إحصاؤهم ومنح بطاقة الحرفي للغالبية، لكن دون تجسد الوعود المقدمة من مديرية الثقافة أو الوزارة.

وتساءل التجار عن سبب إجراء عملية الإحصاء من قبل مديرية الصناعات التقليدية والحرف، وتقديم وعود بترميم البناية التي تشارف على السقوط، دون تجسيدها إلى وقتنا الحالي، حيث وصفها البعض بأنها كانت مجرد ذرِّ الرماد على العيون، ومحاولة لرفع عدد الحرفيين بالولاية لتقديمه، حسبهم، ضمن إحصائيات تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية سنة 2015، وليس عملا حقيقيا على انتشالهم من الخطر، حسب تعبير التجار.

وإلى جانب مشاكل الترميم والبناية المهددة بالانهيار في أية لحظة، عانى التجار خلال الأيام الفارطة من غياب الكهرباء والانقطاعات المتكررة للتيار، والغريب في الأمر أن بعض المحلات شهدت انقطاعا، فيما لم تعان أخرى من الإشكال، ودعا المعنيون كلا من الوالي ورئيس بلدية قسنطينة ومدير الصناعات التقليدية والحرف، إلى زيارة الموقع مجددا، ووضع دراسة حقيقية لكيفية ترميم المرفق، لكونه يعرف حركية تجارية كبيرة ونشطة، وكذا بالنظر لنوع البناية التي يشغلونها ويمكن تصنيفها ضمن التراث العمراني القديم والمميز للولاية، ما يستوجب الاعتناء بها.

من جهة أخرى، اشتكى ذات التجار من الضرائب والغرامات الجزافية التي تلحقهم دوريا، لكون نشاط العديد منهم بسيط ولا يتجاوز تأمين لقمة العيش الكريم، مطالبين مديرية التجارة وحتى الصناعات التقليدية والحرف بإعادة النظر في هذا الموضوع، وتوجيه غرامات وضرائب تتلاءم مع نوعية نشاط كل تاجر، مراعاة للظروف الاجتماعية وغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار.

يذكر أن وزيرة الثقافة السابقة نادية لعبيدي، كانت أول من فتح ملف فندقي “رحبة الجمال” شهر ديسمبر من سنة 2014، وذلك بمناسبة التحضير لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، حيث أعلنت حينها عن مشروع لترميم البنايتين اللتين تضمان حوالي 170 تاجرا، وكذا إعادة تأهيل ساحة بن حمادي، واقترح تحويل المكان إلى مركز للصناعات التقليدية وتم تعيين مكتب دراسات محلي لهذا الغرض، غير أنه لم يستطع الاستمرار في العمل بسبب عدم إخلاء البنايتين، وعدم التوصل إلى اتفاق مع التجار بشأن التحويل المؤقت.