تعيش المئات من عائلات حي المنشار بوسط مدينة قسنطينة حياة صعبة منذ أزيد من نصف قرن بسبب تدهور وضعية المسالك وغياب التهيئة وانتشار الأوساخ وانعدام الإنارة العمومية، حيث يطالب السكان السلطات
المحلية بالالتفات لهم من خلال حل المشاكل المنتشرة بالتجمع العمراني الملاصق لعمارات السيلوك وحي المنظر الجميل والنجمة وأخذ انشغالاتهم بعين الاعتبار.
ويستغرق الوصول إلى حي المنشار مشيا على الأقدام من وسط مدينة قسنطينة مسيرة بضع دقائق، ويمكن اعتباره موقعا متقدما منه، حيث يقع مباشرة أسفل عمارات قدور بومدوس مرورا بحي النجمة المعروف بمحلات الملابس الفاخرة، وتمتد بنايات المنشار إلى غاية المقبرة المركزية من جهتها المقابلة للمقبرة المسيحية، كما تفصل بعض الفيلات بينه وبين الجهة العلوية من حي البير، حيث أقيمت بنايات الحي في الماضي بشكل فوضوي على أرض كانت تسمى في السابق بأرض ابن طكوك.
وقام بعض السكان بإنجاز سلالم خشبية أو ببعض مواد البناء من أجل التمكن من الوصول إلى الطابق العلوي من منازلهم، في حين يبني الكثير منهم سلالم صغيرة بمداخلهم عالية عن مستوى الأرض، حيث أن مشكلة مياه الأمطار تؤرق السكان، ما جعلهم يعمدون إلى هذه الطريقة لمنع وصولها إلى داخل بيوتهم، لكن الحي لا يخلو من بعض البنايات الأخرى على مستوى الجهة العلوية القريبة من عمارات النجمة، بنيت بشكل فاخر وتختلف هندستها بشكل تام عن باقي البنايات، التي لم تكتمل بأغلبها الأشغال النهائية وعمليات تلبيس الجدران ويمتزج في أغلبها اللون الأحمر للآجر مع لون الطوب الرمادي.
وتنتشر القمامة والردوم بالجدار الخلفي للمدرسة الابتدائية، حيث أخبرنا ممثل الجمعية بأنها باتت تهدد بانهياره، مضيفا بأن مشكلة القمامة مسجلة بعدة نقاط أخرى من التجمع السكاني المذكور، على غرار محيط بعض المنازل على أقصى نقطة من الناحية الواقعة أسفل عمارة السيلوك الأولى، حيث أن سكان الجهة المذكورة يعانون من رائحة مياه الصرف الصحي وما يترتب عليها من ظهور للفئران والحيوانات الضالة ومخاطر الأمراض، مشيرا إلى أن السكان اشتكوا من قضية التسرب المستمرة من سنوات، لكن لم يتم الاستجابة لهم إلى اليوم ووضع حد للمشكلة.