تقع غابة “الحاج بابا” ببلدية عين سمارة تحت خطر كارثة إيكولوجية بسبب كميات ضخمة من النفايات الصيدلانية والصناعية التي خلفتها المذابح، بالإضافة إلى أعداد هائلة من زجاجات المشروبات الكحولية التي ترمى فيها بطريقة عشوائية، حسب ما أكده نادي الاستغوار والنشاطات الجبلية بقسنطينة.
وأفاد نائب رئيس نادي الاستغوار والنشاطات الجبلية، أمين شنطي، أن الأعضاء نظموا خرجة استطلاعية قصيرة إلى غابة “الحاج بابا” الواقعة في الكيلومتر السابع بين التجمع العمراني لحي بوالصوف ببلدية قسنطينة وبلدية عين سمارة، مشيرا إلى أن النادي متوقف عن النشاط في الوقت الحالي التزاما بالتعليمة التي أصدرتها مديرية الشباب والرياضة للجمعيات في إطار تدابير الوقاية من وباء كورونا، بينما جاءت هذه الخرجة للاستطلاع فقط بعدد محدود جدا من الأعضاء. كما نبه محدثنا إلى أنهم تفاجأوا من تحول جزء مهم داخل الغابة إلى مكب عشوائي للنفايات، مضيفا أن أعضاء النادي وقفوا على كمية هائلة من عبوات الأدوية المنتهية الصلاحية التي وجدت مكدسة في أكياس، ومنها ما خرجت عنها، حيث أشار إلى أنها تمثل خطرا كبيرا ينذر بكارثة بيئية قد تحل بالغابة في حال تسربها في الطبيعة، كما اعتبر أن كميتها الكبيرة مؤشر على أنها مترتبة عن وحدة صناعية أو مؤسسة للبيع بالجملة أو غيرها.
وأشار نائب رئيس النادي إلى أن الحجم الهائل لزجاجات المشروبات الكحولية مؤشر أيضا على أنها ناجمة عن الحانات أو محلات بيع المشروبات الكحولية، بينما سحب نفس الأمر على الأكوام الكبيرة من عظام المواشي المرمية في نفس الموقع تقريبا، مرجحا أن تكون مترتبة عن عمليات ذبح المواشي الموجهة للبيع كلحوم حمراء، كما سجلت نفايات بلاستيكية أخرى، ليضيف نفس المصدر أن الغابة تقع بمحاذاة الطريق الوطني رقم 5، ويمكن ولوجها من ثلاثة مواقع مختلفة، أحدها من حي بوالصوف بالقرب من الخزان المائي، لكن مسالكها الغابية التي شقتها مصالح الغابات وعرة ويصعب على السيارة تجاوزها على عكس الشاحنات ذات العجلات الكبيرة.
وطالب محدثنا السلطات المحلية بالالتفات إلى وضعية الغابة التي سجلها النادي والتدخل لوضع حد للمشكلة، خصوصا وأن الموقع من الأماكن المقصودة من طرف العائلات والأفراد خلال الفترة الربيعية، كما نبّه إلى خطر القمامة في تحفيز الحرائق في فترة الحر، مثلما عرفته الكثير من غابات قسنطينة في الصائفة الماضية، ومن بينها غابة “الحاج بابا” نفسها.
أيوب.ح