قسنطينة… المنطقة الصناعية بالمدينة الجديدة علي منجلي تغرق في الفوضى

قسنطينة… المنطقة الصناعية بالمدينة الجديدة علي منجلي تغرق في الفوضى

 

تحوّلت المنطقة الصناعية بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، إلى مكان لإقامة الأعراس بسبب تزايد عدد قاعات الحفلات بها، كما أصبحت زواياها مقصدا للسكارى والكلاب المتشردة، فيما تعرف هذه المنطقة التي يفترض أن تكون فضاء للإنتاج، اهتراء للطرقات مع انعدام الإنارة العمومية، إضافة إلى عدم تزويد المنشآت الواقعة بها بالماء والغاز، وهو وضع يقول مستثمرون إنه كبّدهم خسائر مادية وأعاق نشاطهم.

وصلنا إلى المنطقة الصناعية بعلي منجلي، وقبل بلوغ المسالك المؤدية إلى مختلف الشركات والمؤسسات الواقعة بها، كانت عشرات الشاحنات قد سدت كل المحاور المؤدية إليها، ليتبين في ما بعد أن الأمر يتعلق بوصول أحد العرسان إلى قاعة الحفلات. ومباشرة بعد توغلنا داخل الطرقات الضيقة، بدأ يتضح لنا أنها مهترئة وغير صالحة تماما للسير، كما تنتشر بها البرك المائية، ما حول المكان إلى مستنقع كبير، ورغم أننا تواجدنا في منطقة صناعية إلا أن الحركية بها لم تكن توحي بذلك، من خلال العدد القليل من الشاحنات الداخلة والخارجة، وكذا الهدوء الذي يميزها.

 

انتشار لقنينات الخمور والكلاب المشردة

وأثناء مرورنا بمختلف المنشآت، شدنا عدد قاعات الحافلات الذي قارب العشر، وكذا البنايات في طور الانجاز، إضافة إلى الشركات والمصانع التي لم توضع بها لوحات توضح نوعية النشاط أو اسم المؤسسة، وعند مواصلة التوغل داخل تلك المسالك الضيقة ذات الأرضيات الطينية، لاحظنا انتشار عدد معتبر من الكلاب المتشردة، ومئات قنينات الخمور المرمية على حواف الطرقات، قبل أن نجد أكواما كبيرة من الردوم ومخلفات البناء بإحدى المساحات التي كانت ملعبا لكرة القدم في السابق. وتعرف بعض الطرقات الثانوية داخل المنطقة، وجود عدد كبير من المركبات، كما تقع على حوافها أراض مسيجة لكنها غير مستغلة، فيما كانت أغلب الشركات مختصة في إنتاج وحفظ وبيع الأدوية، أما المتبقية فتنشط في صناعة الألمنيوم وبعض مواد البناء.

وقد التقينا بصاحب شركة متخصصة في عمليات الصيانة لإحدى علامات المركبات، حيث قال إن المنطقة الصناعية تحولت لمكان يلتقي فيه العشاق في غياب الإنارة العمومية، مضيفا أن جل الشركات والمصانع غير مزودة بمادتي الماء والغاز رغم أن بعضها استفادت من عمليات الربط، كما قامت بعضها بحفر آبار للتزود بالمياه دون الحصول على ترخيص.

وقال مستثمر في مجال مواد البناء، إنه وبقية أصحاب الشركات يقومون بتسديد مبالغ كل ثلاثة أشهر إلى المؤسسة المسيرة للمنطقة، من أجل قيامها ببعض عمليات التنظيف والصيانة، مضيفا أنه يدفع مبلغ 3 ملايين و200 ألف سنتيم، فيما يتم تحديد المبلغ حسب نوعية النشاط والمساحة المستغلة، وأضاف أن العديد من الشركات وقاعات الحفلات تعمل بشكل غير قانوني، على حد قوله.

 

مستثمرون يتكبّدون خسائر وآخرون يتعرضون للاعتداء

وأضاف رجل أعمال آخر، أن الطرقات في المنطقة الصناعية كانت صالحة للسير، ولكن مشروع وضع قنوات المياه والغاز تسبب في تخريبها، حيث لم تقم المؤسسات التي أشرفت على الأشغال بإصلاح المسالك، وذلك منذ عام 2016، فيما تبقى بعضها مهترئة منذ أكثر من 10 سنوات، كما ذكر أن الوالي يتم إدخاله للمنطقة عند زيارته لها، عبر طريق معبد، وهو ما جعل المسؤول لا يطلع، حسب محدثنا، على الحالة الكارثية للمحاور الأخرى.

ويقول مستثمرون إن الأشغال السابقة تسببت في انسداد البالوعات وقنوات المياه، كما تنتشر مخلفات الورشات على حواف الطرقات منذ سنوات، لذلك فإنها تغلق كليا عند التهاطل الغزير للأمطار، وهو وضع يؤكدون أنه تسبب لهم في خسائر مادية، حيث تتلف بعض السلع عند محاولة إدخالها، كما يعزف العديد من الزبائن عن التنقل إلى مقرات شركاتهم بسبب حالة الطرقات، وهو ما أثر كثيرا على النشاط التجاري، حسب تأكيدهم.

أحد المقاولين الذي تقع شركته بالمنطقة الصناعية، قال إن هذه الأخيرة أصبحت منطقة للأعراس، بسبب انتشار قاعات الحفلات وهو ما أثر على بقية المؤسسات، حيث يضطر موظفوها إلى العمل وسط الضجيج والموسيقى الصاخبة، كما يضعه ذلك في حرج مع الوفود الأجنبية التي تأتي أحيانا في إطار مشاريع الشراكة، إذ تصاب بحالة من الرعب والهلع بعد سماع أصوات البارود احتفالا بوصول أحد العرسان، فيما وصل الأمر ببعض المدعوين إلى رمي قارورات الخمر داخل مقر مؤسسته، وإطلاق عبارات نابية، كما ذكر مستثمر آخر، أنه تعرض لمحاولة اعتداء من طرف المدعوين عندما طالبهم بفتح مسلك يؤدي إلى مستودعه، وذلك بعد أن أغلقوه لركن مركباتهم.

 

البلدية تبرمج مشروعا لإصلاح الطرقات

أوضح مندوب مندوبية علي منجلي، بسول نور الدين، أنه قدم مقترحا إلى إحدى المؤسسات البلدية بالخروب، لإعادة تهيئة مختلف الطرقات والمسالك الواقعة في المنطقة الصناعية على غرار بقية مسالك المدينة الجديدة، مضيفا أنه ينتظر شروع تلك المؤسسة في الأشغال.

أما عن بقية النقائص، فذكر المنتخب بأنه لا يعلم بها وبأن لا أحد من المستثمرين أو المواطنين تقدم إلى مكتبه من أجل طرحها عليه، متعهدا بأنه سيرفع أي انشغال يصله إلى مدير مؤسسة تسيير المناطق الصناعية من أجل التكفل به، فيما سيشرف بنفسه على حل المشاكل التي تخص المندوبية، حسب تأكيده.

أيوب.ح