استاء منتخبون ببلدية قسنطينة، من المبالغ المالية التي تقدمها للجمعيات الثقافية، وقالوا إنها استفادت من أموال كبيرة رغم أنها غير نشطة، كما تساءلوا عن المعايير المعمول بها في عملية توزيع الإعانات على بعض الفرق الرياضية.
وعرضت مديرية الشؤون التربوية الثقافية والرياضية، مشروع مداولة خاصة بتوزيع الإعانات المالية الممنوحة لمختلف الجمعيات والرابطات الثقافية والرياضية و الشبانية في إطار 3 بالمئة من الميزانية الأولية لسنة 2019، خلال أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الشعبي لبلدية قسنطينة، ووصل مجموع الإعانات إلى حوالي 6 ملايير و600 مليون سنتيم، منها 4 ملايير و800 مليون سنتيم خاصة بالجمعيات الرياضية و مليار و 900 مليون موجهة للثقافية، حيث تراوحت الإعانات المخصصة للجمعيات الرياضية بين 10 ملايين إلى 250 مليون سنتيم لكل منها، حيث وزعت على مختلف النشاطات على غرار كرة القدم وكرة اليد وكرة السلة وكذا كرة الطائرة والكرة الحديدية والشطرنج والجيدو، إضافة إلى جمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة، كما تمت المصادقة على استفادة فريق مولودية أولمبيك قسنطينة من مليار و200 مليون سنتيم، ومولودية بلدية قسنطينة من 20 مليونا، كما استفادت بعض الأندية الناشطة في الأقسام الدنيا من إعانات على غرار فريقي حي الفوبور ووفاق عباس، فيما تقرر تخصيص مبالغ بين 10 ملايين إلى 200 مليون سنتيم لجمعيات ناشطة في عدة مجالات منها ثقافية ودينية وبيئية واجتماعية وخيرية.
وانتقد منتخبون اللجنة المكلفة بالنشاطات الرياضية، خلال مداخلاتهم أثناء الدورة، بسبب توزيع الإعانات الذي وصفوه بـ “غير العادل”، وطالبوا بمعرفة المقاييس والمعايير المعمول بها أثناء القيام بالعملية، حيث تحدثوا عن استفادة فريقين للجيدو من إعانتين متباينتين، بعد تحصل الأول على 70 مليون سنتيم فيما مُنحت للثاني 200 مليون سنتيم، كما تطرقوا إلى حصول بعض الفرق الرياضية على أموال رغم أنها تنشط في نفس القسم، حيث استفادت إحداها من 10 ملايين وأخرى من 30 مليون سنتيم، في حين قال منتخب، إن قيمة الإعانات ضئيلة بالنسبة لبعض الجمعيات التي تمثل الجزائر في مختلف المحافل الدولية والقارية، ووجب، حسبه، رفع قيمتها أكثر، كما انتقدت إحدى عضوات المجلس، استفادة فريق مولودية أولمبيك قسنطينة من مبلغ كبير رغم أن الملف المقدم حسبها، ناقص وتضمّن بعض اللبس، مضيفة أن جمعيات رياضية وثقافية للمعاقين والصم البكم مهمشة، وإعانة بقيمة 20 مليون سنتيم تبقى ضئيلة بالنسبة لهذه الفئة.
وانتقد العديد من المنتخبين استفادة جمعية أبناء الطريقة العيساوية من مبلغ 193 مليون سنتيم، فيما تقرر منح جمعية عيساوة أخرى 200 مليون سنتيم، واقترح أحد الأعضاء تخصيص ميزانية موحدة لهذه الجمعيات، على أن تتكفل البلدية بالنشاطات عن طريق لجنة الأفراح، من أجل تخفيض النفقات وصرفها في جمعيات هي أحوج لتلك المبالغ، كما طالب المنتخبون بضرورة متابعة النشاطات التي تقوم بها الجمعيات المستفيدة من الإعانات، مؤكدا أن نفس الأسماء يتم تداولها في كل سنة، ولكن دون مرافقتها ومعرفة مصاريف تلك الأموال التي تنفق، موضحين أن البلدية تقدم الإعانات من أجل تجسيد برامج ومشاريع فيما لا تعرف إن كانت قد جسدت، كما ذكروا أن بعض الجمعيات أصبحت تجارية وتستغل الإعانات بطريقة غير قانونية.
ورد مزيود صلاح الدين عضو بلجنة النشاطات الرياضية بالبلدية في ما يخص توزيع الإعانات المخصصة للجمعيات الرياضية والثقافية، بأنها مدروسة بدقة، وأرجع التباين الحاصل في قيمة الإعانات إلى البرامج والنشاطات التي تقدمها وتقوم بها مختلف الجمعيات، مؤكدا أن عددا منها لم تقدم طلب استفادة نهائيا، كما ذكر أن كل المستفيدين استوفوا الشروط القانونية.
من جهة أخرى، قال رئيس بلدية قسنطينة أعراب نجيب، بأن اللجنة عملت في وقت قياسي، مطالبا بوضع معايير ومقاييس لتحديد قيمة الإعانات، وذلك من خلال إعادة تصنيف الجمعيات، كما تحدث عن إنشاء لجنة مراقبة للجمعيات مع تحضير بطاقة تقنية تخص كلا منها، مضيفا أن المديرية المالية بالبلدية تتوفر على مراقب مالي وأمين الخزينة وبأن كل الأمور المالية مضبوطة.
أيوب.ح