أثار ملف الاستفادات المسبقة من السكن الاجتماعي، الاحتجاجات بدائرة قسنطينة، رغم تأكيد السلطات على طيه نهائيا بعد الإعلان عن القائمة الأخيرة التي حملت 2800 اسم، حيث تطالب جمعيات ومواطنون بفتح تحقيق بخصوص بعض أسماء المستفيدين، كما تتحدث عن وجود استفادات مزوّرة تحصل حاملوها على سكنات على حساب آخرين، ما دفع بمندوبيات بلدية إلى رفض استلام ملفات طعون، وفق ما أكدته مصادر من داخلها.
واحتج، الخميس، العشرات من المواطنين وممثلي الجمعيات أمام مقر دائرة قسنطينة، أين أغلقوا الطريق لدقائق وسط حالة كبرى من الفوضى والصراخ، لكن سرعان ما تراجعوا عن حركتهم الاحتجاجية بعد التفاوض مع مصالح الأمن، في وقت تحدثنا إلى العديد من المواطنين ورؤساء الجمعيات، حيث ذكروا أن القائمة الأخيرة، قد شابتها العديد من التجاوزات التي وصفوها بالخطيرة، حيث تضمنت أسماء مواطنين لا يحوزون على وصولات الاستفادة المسبقة، فضلا عن تسجيل أخطاء كثيرة على غرار وضع أسماء لأشخاص غير مطابقة للصور المرفقة، كما قالوا إن العديد ممن أدرِجت أسماؤهم، قدموا استفادات مسبقة مزورة وخير دليل على ذلك كما قالوا، هو توقيف أحد الأشخاص متلبسا بتزويرها قبل حوالي سنتين، مطالبين مصالح الأمن والوالي بفتح تحقيق في هذا الأمر.
وأكدت مصادر من المندوبيات التي تودع بها الطعون، أن العديد من المواطنين تحصلوا على استفادات مسبقة تحمل تأشيرة الدائرة، لكن إمضاء رئيس الدائرة الأسبق غير مطابق، وهو ما يؤكد وجود تجاوزات في عمليات منح هذه الوثائق، مشيرين إلى أنهم رفضوا استلامها لإيداعها في ملف الطعن، كما ذكر محتجون أن الاستفادات المسبقة كتب عليها أنها منحت للمواطنين بعد إجراء تحقيق اجتماعي وإداري، لكنهم تفاجأوا بإسقاطهم من القوائم لحيازتهم لعقارات، مؤكدين أن بعضا منهم تحصلوا على قطع أرضية في الثمانينيات ثم باعوها، واعتبروا أن إقصاءهم بهذه الحجة مجحف في حقهم وطالبوا السلطات بإعادة النظر في الإجراء.
وكانت مصالح دائرة قسنطينة قد نشرت، الأسبوع الماضي، القائمة الأخيرة لأصحاب الاستفادة المسبقة التي ضمت 2800 مستفيد، حيث كشفت نتائج التحقيقات الخاصة بالمقصيين منها مؤقتا والمنشورة إلى جانب القائمة، عن حصول أصحاب فيلات وبنايات بعدة طوابق وعقارات على وصولات استفادة مسبقة، علما أن هذه الأخيرة منحت قبل سنوات بعد التحقيق على مستوى البطاقية الوطنية للسكن، فيما صرح رئيس الدائرة أن ملف الاستفادات المسبقة قد طوي نهائيا بالإعلان عن القائمة الأخيرة.
أيوب.ح
