قسنطينة… ارتفاع خسائر الحرائق والسكان أكثر المتضررين

قسنطينة… ارتفاع خسائر الحرائق والسكان أكثر المتضررين

تصاعدت أعمدة الدخان من قلب غابة شطابة والجبال المحيطة بها ببلدية عين سمارة بقسنطينة، فالنيران المشتعلة، مضت عليها 5 أيام دون أن تنطفئ، رغم الجهود الجبارة التي تبذلها مصالح الحماية المدنية ومحافظة الغابات، وما تم تجنيده من إمكانيات بشرية ومادية لإخماد ألسنة اللهب التي أتت على الأخضر واليابس، ملتهمة عشرات الهكتارات من الأشجار، على مستوى هذا الغطاء النباتي الكثيف ذي التضاريس الوعرة.

ووقفنا على صعوبة إخمادها من قبل رجال الحماية المدنية وأعوان محافظة الغابات، كما عاينت مخلفات الحريق، الذي حول مساحات شاسعة من أشجار الصنوبر والبلوط والدردار، وغيرها من الأنواع إلى رماد، فيما اضطرت بعض العائلات إلى مغادرة مساكنها، خوفا من وصول النيران إليها، حيث وعلى الطريق الرابط بين قسنطينة وعين سمارة، كانت أعمدة الدخان تتصاعد من بعيد، من عدة أماكن بالغابة التي كنا نتوجه نحوها، قبل أن نسلك الطريق الضيق المؤدي إليها. في البداية لم تكن آثار الحرائق ظاهرة، فالمكان الذي دخلنا منه، لم تصله النيران على ما يبدو، غير أننا سرعان ما وصلنا إلى الأراضي التي مرت منها، مخلفة ثوبا أسودا من الرماد اكتسته الغابة، بدل اللون الأخضر الذي كان يغطيها، وقد بدا المشهد محزنا، فالمئات، بل الآلاف من الأشجار، تحول لونها إلى الأسود، واختفت أوراقها المخضرة، تماما فيما كان الدخان لا يزال يتصاعد منها، وبدت الأرض ملتهبة من حولنا، فالحرارة كانت لا تحتمل، حيث تجاوزت الأربعين بدرجات.

ورغم أن حريق غابة شطابة الذي نشب ليلة الجمعة 2 أوت، تمت محاصرته وإخماده بصورة شبه نهائية، لكن النيران التي لا تزال مشتعلة، فهي بقايا ألسنة لهب فقط، مشيرا إلى أن الخسائر التي تم إحصاؤها، كشفت عن احتراق 120 هكتارا من المساحات الغابية، فيما لم تسجل حسبه خسائر بشرية، حيث تم إجلاء 3 أسر بعد احتراق أكواخها، وإنقاذ أحد الأطفال بأعجوبة، بعد أن عاد على أعقابه لجلب أحد العجول الضائعة، كما تم إنقاذ عدة رؤوس أبقار تملكها ذات العائلة، غير أنه سجل احتراق حوالي 2000 دجاجة، كانت داخل بيتين بلاستيكيين ومئات الربطات من الكلأ.

وللإشارة، فإن عملية إخماد النيران المشتعلة بغابة شطابة منذ الجمعة الماضي، كان قد جند لإخمادها عشرات الأعوان من الحماية المدنية، وكذا الآليات والشاحنات،

وحوامتان، فضلا عن 45 عون غابات، ورتلان متنقلان من ولايتي أم البواقي وسطيف، حيث تم التحكم إلى حد بعيد في الحريق، الذي اندلع مجددا.

أيوب. ح