ساهم مشروع جمعية مديري ومسيري ومؤطري النشاطات التربوية والتكوين لترقية الشباب ببلدية الخروب بولاية قسنطينة في بعث حياة ثانية للورق المقوى باستعماله في أعمال فنية أعطت ديناميكية لشعبة تسيير النفايات الحضرية وأبرزت أفكار لمشاريع اقتصاد اجتماعي وتضامني.
وتشكل الأعمال الفنية جزءا من مشروع “حيي يفرز” الذي بادرت به الجمعية في إطار برنامج دعم قدرات الفاعلين في التنمية المحلية (كابدال)، كما أكدته لوأج عشية اليوم العالمي لإعادة التدوير، السيدة شيماء حجاز، المسؤولة عن المشروع الذي تم إطلاقه بطموح كبير لخلق اقتصاد دائري حول النفايات الحضرية. وقالت السيدة حجاز: “مشروعنا المختار والممول ضمن برنامج (كابدال) يعتمد على الفرز الانتقائي وفصل النفايات الحضرية من المصدر انطلاقا من أحياء مدينة الخروب ويهدف إلى استرجاع 40 بالمائة من النفايات الحضرية وتوظيف 30 عونا للفرز فضلا عن مرافقة 10 حاملي مشاريع و10 حرفيين”. وأوضحت، أن منذ انطلاق المشروع نهاية سنة 2020، تم توظيف 3 شباب للقيام بالفرز الانتقائي للنفايات انطلاقا من أربعة (4) مواقع بحي 620 سكنا بمدينة ماسينيسا وحي 130 سكنا نفطال، بالإضافة إلى حيي وشتاتي مراح وصوريبيم. ومكن الفرز الانتقائي من إبراز مادة الورق المقوى كمادة قليلا ما يتم استغلالها على اعتبار أنه لا يتم إعادة تدويرها ولا استرجاعها إلا نادرا، كما قالت المسؤولة عن المشروع، مشيرة إلى أن الجمعية قد شرعت في عملية تكوين 10 ربات بيوت من أجل التدوير الفني لهذا الورق الصلب.
التكوين.. محور مهم في عملية التدوير
واعتبرت، السيدة حجاز، التكوين “محور” مشروعها بحيث يلقن تقنيات إعادة استخدام وتصنيع أشياء مفيدة وممتعة من الورق الصلب تستخدم في التزيين وذلك انطلاقا من المادة المسترجعة وتهدف إلى تحسيس الجمهور الكبير بإعادة استخدام المواد، مشيرة إلى أن “العملية فنية واقتصادية وإيكولوجية في آن واحد”.
فانطلاقا من الورق الصلب المسترجع، تشكل سيارات مصغرة وأزهار وعربات وأحصنة وإطارات مرايا ومصابيح وغيرها من الأشياء التزيينية. وأشارت السيد حجاز، أن نهاية شهر مارس الجاري سيقام معرض لبيع أعمال فنية ناتجة عن التدوير الفني من أجل التعريف بهذا الفن وبشعبة التدوير والاسترجاع وجعل الحرف اليدوية “مصدر دخل”. وقامت الجمعية مؤخرا بعرض الأعمال الفنية الناتجة عن تدوير مادة الورق المقوى بالمتحف الوطني للفنون والتعابير الثقافية التقليدية بقصر أحمد باي، في إطار الاحتفالات باليوم العالمي للمرأة وقد “نالت إعجاب الجمهور واستحسانه”، حسب مسؤولة المشروع. وتقوم الجمعية بتنظيم حملات تحسيسية بشكل دوري لفائدة سكان مختلف أحياء بلدية الخروب لإبراز أهمية فرز النفايات الحضرية والاسترجاع في التنمية المحلية. وتشرف على تسيير مشروع جمعية مديري ومسيري ومؤطري النشاطات التربوية والتكوين لترقية الشباب لبلدية الخروب، لجنة توجيهية متعددة الأطراف. وتضم اللجنة ممثلين عن جامعة قسنطينة والمديرية المحلية للبيئة والمؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري ومؤسسة التسيير الحضري علي منجلي والمؤسسة العمومية البلدية للصرف الصحي بالخروب، بالإضافة إلى بلدية الخروب ولجان الأحياء النموذجية وكذا جمعيات ناشطة في مجال البيئة.
القسم المحلي