قرية “واد جنان” ببني عمران خارج مجال التغطية

قرية “واد جنان” ببني عمران خارج مجال التغطية

 

يعيش قاطنو قرية “واد جنان” ببني عمران جنوب شرق بومرداس حياة صعبة تنعدم فيها أدنى مرافق العيش الكريم، ما دفع القاطنين لهجرة قريتهم هروبا من الحياة الصعبة بقرية همشها المسؤولون وجعلها خارج مجال التغطية منذ سنوات عدة، جراء النقائص الكثيرة التي تواجهها في ظل تجاهل المسؤولين المعنيين لانشغالاتهم التي طرحوها في العديد من المرات لكنها دون أن تلقى أي استجابة.

أصبح العيش بقرية “واد جنان” ببني عمران جنوب شرق بومرداس شبه صعب جراء النقص الفادح في المرافق الضرورية والتهيئة والربط بمختلف الشبكات، ما دفع ببعض العائلات إلى ترك سكناتها والبحث عن مكان آخر يوفر لهم حياة عصرية في ظل تجاهل السلطات المعنية لهم ما جعل القرية خارج مجال التغطية منذ سنوات.

ولدى تنقلنا إلى القرية، قابلنا العديد من المواطنين الذين ولدى معرفتهم أننا من الصحافة طلبوا منا إيصال معاناتهم للمسؤوين لعل ذلك سيغير من واقعهم المعيشي الصعب الذي يخلو من كل ضروريات الحياة الكريمة، فلا طرقات معبدة ولا غاز طبيعي وحتى قنوات الصرف الصحي منعدمة، إلى جانب غياب أدنى مرافق الترفيه لشباب القرية الذين سئموا العيش فيها، آملين أن تتدخل السلطات في القريب العاجل من أجل تغيير واقعهم المعيشي الذي هو في تدهور مستمر.

 

 

طرقات القرية في وضعية مزرية

أول مشكل تطرق إليه قاطنو قرية “واد جنان” ببني عمران جنوب شرق بومرداس ولاحظناه ونحن نتجول في أرجاء القرية، هي تلك الطرقات التي تتواجد في وضعية مزرية وكارثية باعتبارها لم تعرف عملية صيانة منذ سنوات، الأمر الذي زاد من سوء حالتها خاصة في الأيام التي تتساقط فيها الأمطار، أين تتحول إلى برك ومستنقعات مائية يستحيل السير فيها سواء على الراجلين أو أصحاب السيارات وحتى حافلات النقل يرفضون الدخول للقرية خوفا من تعرض مركباتهم لأعطاب فتكلفهم مصاريف إضافية هم في غنى عنها.

أما في فصل الصيف، فإن الغبار المتطاير هو سيد الموقف، ما يجعلهم يغلقون نوافذهم ويقبعون في منازلهم في عز حرارة الصيف خوفا من تعرضهم لأمراض خاصة ذوي الحساسية والربو.

وقد قال السكان في هذا السياق إنهم راسلوا السلطات المحلية في العديد من المرات بخصوص مشكل اهتراء الطرقات، إلا أنها لم ترد على مطلبهم المتعلق بالتهيئة، مما أجبر بعض المواطنين على جمع مبالغ مالية وإصلاح أجزاء من الطريق لكنها سرعان ما عادت إلى وضعيتها الأصلية.

لذلك يطالب القاطنون المسؤول الأول عن البلدية بالتعجيل في التدخل لبرمجة مشروع صيانة الطرقات لإنهاء معاناتهم سواء في فصل الصيف أو الشتاء.

 

قنوات الصرف مطلب يلح عليه السكان

في حين تطرق قاطنو القرية إلى مشكل آخر لا يقل أهمية عن سابقيه وهو غياب قنوات الصرف الصحي، أين ما يزال السكان يعتمدون على قنوات المياه القذرة التقليدية حتى ونحن في 2019، ما نتج عنه تدهور بيئي كبير خصوصا في فصل الصيف، أين أكدوا في هذا السياق أن الروائح الكريهة تنبعث على بعد أمتار ولا يجدون حلا للتخلص منها، مضيفين أن قرى قريبة من قريتهم تم ربطها بالشبكة، فيما لم يستفيدوا هم منها متسائلين عن الأسباب الحقيقية من وراء إقصاء قريتهم من جملة المشاريع التي من شأنها أن تحسّن أوضاعهم المعيشية التي هي في تدهور مستمر.

 

 

غياب الغاز الطبيعي القطرة التي أفاضت السكان

ما تزال العائلات القاطنة بقرية “واد جنان” ببني عمران يعتمدون على قارورات غاز البوتان التي أثقلت كاهلهم، خاصة في الأيام الباردة التي تعرف فيها ندرة، الأمر الذي أرق يومياتهم وحول حياتهم إلى جحيم حقيقي لا يطاق.

وقد أكد سكان القرية أنهم يعانون كثيرا من غياب الغاز الطبيعي عن سكناتهم الذي أضحى بالنسبة لهم حلما يراودهم منذ سنوات في ظل المشاكل الكثيرة التي تعترض يومياتهم في ظل غياب هذه الطاقة عن سكناتهم، ما يضطرهم في فصل الشتاء خاصة إلى خوض رحلة بحث يومية عن قارورات غاز البوتان التي تعرف ندرة حادة وارتفاعا في الثمن على حد سواء في ظل المضاربة التي يقوم بها التجار، أين تباع القارورة الواحدة بـ 450 دج، ما أثقل كاهل العائلات خاصة منهم ذوو الدخل المتوسط الذين يؤدي بهم الوضع إلى اتباع الطرق البدائية وهي جلب الحطب لاستعماله للطبخ والتدفئة في فصل الشتاء.

 

 

الماء الشروب غائب على طول فصول السنة

الماء الشروب هو الآخر مشكل تطرق إليه القاطنون في ظل جفاف حنفياتهم على طول فصول السنة، ما يضطرهم لاقتناء المياه المعدنية لاستعمالها في الشرب، الأمر الذي أثقل كاهلهم بمصاريف إضافية هم في غنى عنها يدفع ثمنها أكثر العائلات البسيطة الدخل.

وقد أكد في هذا السياق السكان أن الوضع يزداد سوءا في فصل الصيف، حيث تنقطع المياه عنهم لأسابيع، مما يضطرهم لاقتناء صهاريج مياه بأسعار مرتفعة تفوق 1600 دج للصهريج الواحد، الأمر الذي أثقل كاهلهم بمصاريف هم في غنى عنها خاصة وأن المياه تعد من الضروريات الأساسية في الحياة الكريمة، وكان على المسؤولين أن يتدخلوا لإنهاء هذه المشكلة التي أرقت يومياتهم.

 

 

انعدام المرافق الترفيهية والرياضية مشكل آخر يضاف إلى القائمة

في حين أعرب شباب قرية “واد جنان” ببني عمران جنوب شرق بومرداس عن استيائهم نتيجة انعدام المرافق الترفيهية و الرياضية، حيث بغياب هذه الأخيرة، أصبح معظم شباب القرية يتوجهون إلى المقاهي التي هي الأخرى تعرف نقصا كبيرا، حيث أكد الشباب أنهم يضطرون لقضاء أوقات فراغهم في المقاهي، في حين يلجأ البعض منهم إلى البلديات المجاورة لممارسة رياضتهم المفضلة، الأمر الذي يتطلب الوقت والمال، أما الأطفال فيلجأون للعب في الأرصفة والطرقات معرضين حياتهم للخطر بسبب غياب مساحات خضراء مخصصة لهم.

وأمام هذا الوضع المتسم بالتهميش والإقصاء، رفع سكان قرية “واد جنان” ببني عمران جنوب شرق بومرداس نداءهم إلى الجهات المعنية من أجل الالتفات إلى وضعيتهم المزرية، قصد التخفيف من معاناتهم اليومية وانتشالهم من دائرة التهميش والمعاناة في أقرب الآجال.

روبورتاج: أيمن .ف