تفتقر قرية “لصاص” ببن شود، شرق بومرداس، إلى أدنى متطلبات العيش الكريم في ظل سياسة التهميش واللامبالاة التي تنتهجها السلطات المعنية في حقهم، أين ينتظر هؤلاء التفاتة سريعة من قبل المسؤولين لبرمجة جملة المشاريع التنموية التي من شأنها أن تحسن يومياتهم.
يعيش سكان قرية “لصاص” ببن شود، شرق بومرداس، واقعا معيشيا تنمويا مزريا يمليه عليهم انعدام المشاريع التنموية إلى جانب غياب ضروريات الحياة الكريمة بقريتهم وفي مقدمتها الماء الشروب، الطرقات، الإنارة العمومية، المرافق الرياضية وغيرها، رغم المراسلات والشكاوى التي تبقى حبيسة أدراج المسؤولين وهو ما امتعض له السكان. وفي لقائنا مع بعض قاطني القرية عبروا لنا عن امتعاضهم واستياءهم الشديدين للواقع المرير الذي يعيشونه نتيجة التهميش والإقصاء التنموي من كل البرامج المحلية التي طالتهم منذ سنوات دون التفاتة جدية من قبل الهيئات المعنية لإخراجهم من دائرة التخلف التنموي وهو الأمر الذي جعل سكان هاته القرية يخرجون عن صمتهم ويرفعون جملة من المطالب في مقدمتها مشكل غياب الماء الشروب عن حنفياتهم ما يجبرهم في كل مرة شراء صهاريج من المياه التي أفرغت جيوبهم في ظل المضاربة التي يقوم بها التجار في كل مرة، أين يصل سعرها خاصة في فصل الصيف إلى 4500 دج، الأمر الذي اعتبره هؤلاء إجحافا في حقهم خاصة وأن هذه المادة تعد من الضروريات في الحياة اليومية، فيما تضطر العائلات ذوي الدخل المتوسط باعتبارها لا تستطيع على مصاريف صهاريج المياه، جلب هذه المادة من الآبار لاستعمالها للشرب والطبخ والتنظيف. كما يواجه السكان أيضا، مشكلة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها وهي غياب الإنارة العمومية بالقرية، ما ضاعف من مخاوفهم وزاد من تذمرهم جراء انعدام الرؤية من جهة وسيطرة الظلام الدامس الذي يصبح ليلا سيد الموقف بلا منازع من جهة أخرى. مؤكدين في ذات السياق، أن قريتهم تتحول ما يشبه مقبرة تحتم على قاطنيها قدر الإمكان دخول منازلهم مبكرا، مضيفين أن الخروج والتجوال ليلا في عتمة الظلام الحالك يصبح مغامرة حقيقية تشوبها كل المخاطر المحدقة، خصوصا وأنها قرية نائية وبعيدة كل البعد عن باقي القرى الأخرى، الأمر الذي أدخلهم في دوامة الظلام الذي يجبرهم على القبوع في منازلهم خوفا على حياتهم وأملاكهم، إلى جانب ذالك يعاني السكان أيضا من اهتراء الطرقات وهو ما لاحظناه ونحن نتجول بأرجاء القرية، أين وجدنا صعوبة في السير عليها، حيث تتحول في الأيام الممطرة على حد قول السكان إلى مستنقعات مائية وبرك تعرقل من سير الراجلين، خاصة منهم التلاميذ الذين يجدون صعوبة في السير عليها ما يعطلهم في كل مرة عن الالتحاق في الوقت المحدد بأقسامهم، أما أصحاب السيارات فيجبرون على ترك مركباتهم خارج القرية خوفا من تعرضها لأعطاب فتجبرهم على إصلاحها وبالتالي مصاريف إضافية هم في غنى عنها، وتتحول صيفا إلى غبار متطاير تعرض السكان لأمراض خاصة منهم ذوي الحساسية والربو. هذا كما أعرب لنا شباب القرية عن استيائهم نتيجة انعدام المرافق الترفيهية والرياضية بقريتهم، حيث أن غياب هذه الأخيرة جعلت معظم شباب القرية يتوجهون إلى المقاهي بالقرى المجاورة والدخول الى بيوتهم متأخرين، حيث أكد الشباب أنهم يضطرون لقضاء أوقات فراغهم في المقاهي في حين يلجأ البعض منهم إلى البلديات المجاورة لممارسة رياضتهم المفضلة، الأمر الذي يتطلب الوقت والمال هم في غنى عنها، أما الأطفال يلجؤون للعب في الأرصفة والطرقات معرضين حياتهم للخطر في ظل غياب مساحات خضراء مخصصة لذالك. وأمام هذه المشاكل التي تعرقل سير يوميات سكان قرية “لصاص” ببن شود، شرق بومرداس، يبقى هؤلاء في انتظار زيارة ميدانية للجهات المسؤولة بما فيها والي الولاية قصد الوقوف على حالة التهميش التي طالت قريتهم التي تم تصنيفها ضمن مناطق الظل وبالتالي إعطائها الحق في المشاريع التنموية كغيرها من القرى الأخرى التي استفادت من برامج التنمية.
أيمن.ف