قرية بوعشير ببلدية الطاهير: السكان يعيشون الجحيم بسبب غياب شبكات الماء، الصرف الصحي والغاز الطبيعي

قرية بوعشير ببلدية الطاهير: السكان يعيشون الجحيم بسبب غياب شبكات الماء، الصرف الصحي والغاز الطبيعي

قرية بوعشير هي منطقة نائية تابعة لبلدية الطاهير، تعتبر من التجمعات السكنية الهامة على مستوى البلدية، وتقع في عمق جبال المنطقة على الطريق الولائي الرابط بين مدينة الطاهير وبلديات الشحنة وأولاد عسكر، ويغلب على نشاط سكانها الطابع الفلاحي، باعتبارها منطقة ريفية بأتم معنى الكلمة.

وتمتلك هذه المنطقة من الجمال الطبيعي ما يؤهلها لأن تكون منطقة سياحية جبلية بامتياز، لكن ذلك يبدو أنه لم يدخل بعد في حسابات أهاليها أو حتى في حسابات السلطات المحلية على مستوى المجلس الشعبي البلدي، لأن سكانها ما زالوا لغاية اليوم يتخبطون في مشاكل الحياة اليومية، التي تعتبر في الأصل مشاكل بسيطة بالنسبة لمناطق أخرى، لكنها في منطقة بوعشير أصبحت هاجسا كبيرا يؤرق يوميات المواطنين، ويزيد من معاناتهم اليومية المتواصلة، وهو ما يدفعهم في كل مناسبة لنقل انشغالاتهم إلى السلطات المحلية بطريقة أو بأخرى.

الإحتجاج وقطع الطريق أمام حركة المرور

في هذا الشأن، ونظرا لتسجيل أحداث، آخرها حادث المرور الذي وقع مؤخرا

على مستوى الطريق الذي يتوسط القرية، وكان سببا لإثارة غضب الأهالي، نظم سكان القرية وقفة احتجاجية وسط القرية وقطعوا الطريق أمام حركة المرور، باستعمال العجلات المطاطية وفروع الأشجار والأغصان والحجارة والمتاريس، في محاولة منهم لإيصال انشغالاتهم إلى السلطات المحلية، والمطالبة بالتدخل لمعالجة الوضع الراهن على مستوى القرية، وبذلك تخفيف معاناتهم في عدة مجالات تتعلق جميعها بالحياة اليومية للمواطنين، فلم يكن الإحتجاج على خلفية حادث المرور فقط، وإنما تعدى ذلك للمطالبة بتوفير النقائص المسجلة على مستوى القرية، والمناطق المجاورة لها، لكن رغم ذلك تبقى انشغالاتهم تدخل في إطار الحاجيات اليومية والضرورية.

وضع ممهلات وسط القرية

المحتجون نددوا بحالة التهميش التي تعرفها القرية منذ سنوات، وغياب المشاريع التنموية التي من شأنها تحسين معيشة المواطنين، وطالبوا بضرورة تقبل طلباتهم من طرف السلطات المحلية بالطاهير والتكفل بها، حيث كانت أولى اهتماماتهم وانشغالاتهم وضع الممهلات على مستوى الطريق الرئيسي الذي يتوسط القرية، لحماية العائلات من تجاوزات السائقين الذين يخلفون ضحايا من حين لآخر، وقد أكدوا على أهمية هذه النقطة والتعجيل في التكفل بها.

الماء والصرف الصحي أولى اهتماماتهم

كما استغل الأهالي هذه الفرصة لطرح انشغالاتهم حول التنمية المحلية، التي وصفوها بالمتوقفة والمشلولة، على رأسها الماء الشروب، الذي يعتبر أكبر هاجس بالنسبة لهم، بحيث أنهم طالبوا بضرورة التكفل بهذا الجانب نظرا لأهميته الكبيرة بالنسبة لحياة السكان وضرورة الإنطلاق في إنجاز مشروع الصرف الصحي الذي سيقضي على النقاط السوداء في هذا المجال.

اهتراء الطرق وغياب النقل من وإلى القرية

كما تحدثوا عن اهتراء الطرق على مستوى القرية، التي تستدعي حسبهم التدخل لتهيئتها، خاصة أن هذه الظاهرة أصبحت مأساة حقيقية بالنسبة للسكان، الذين وصفوها بالسيئة جدا، وقال عنها الكثير منهم إنها لا تصلح للاستعمال، لا من طرف الإنسان باستعمال السيارات ولا حتى من طرف الحيوان، وأشاروا إلى أن القرية تحتاج إلى مشروع جاد للتكفل بها هي الأخرى، وقد طالب السكان أيضا بضرورة توفير النقل من القرية إلى مركز البلدية بالطاهير، واستحداث خطوط تربط بوعشير ببلدية الطاهير.

الإنارة الريفية لحماية الأهالي وممتلكاتهم

ونظرا لتواجد القرية في منطقة ريفية وجبلية، يطالب الأهالي بإنجاز الإنارة الريفية على مستوى ربوع القرية، وخاصة المناطق الأكثر كثافة للسكان، وهو ما سيساهم في حمايتهم وحماية ممتلكاتهم من الأخطار المختلفة، وعلى رأسها الحيوانات الضالة، وفي هذا الشأن يؤكد المحتجون أن أغلب مناطق القرية المبعثرة ما زالت مظلمة، وتحتاج إلى تدخل في لتحسين التغطية بالإنارة الريفية.

الغاز الطبيعي حلم كل العائلات

عن ربط القرية بالغاز الطبيعي، تحدث الأهالي عن ضرورة إتمام المشروع، الذي انطلق وما زال لم يكتمل وربط كل السكنات بهذه المادة الحيوية والأساسية في الحياة اليومية للسكان، بحيث أشار البعض إلى إنجاز الشطر الأول، وما زال الشطر الثاني متوقفا، ويتساءل السكان عن سبب هذا التوقف، وذكروا بعض المناطق التي ما زالت في حاجة للربط بالغاز الطبيعي، ومنها مناطق لعتارة، لغبار، المرجة و…، بحيث أشاروا إلى أن السكنات التي استفادت من الشطر الأول تقابلها سكنات ما زالت لم تربط بعد، رغم تواجدها كلها في منطقة واحدة.

المطالبة بتهيئة ملعب القرية

كما طالبوا بوضع مخطط لرفع القمامة، للحفاظ على نظافة المنطقة، وحماية البيئة، وكذا الإهتمام بفئة الشباب، لافتقار المنطقة للهياكل الشبانية والرياضية والترفيهية، وهو ما يدفع بهم للمطالبة بإصلاح وتهيئة الملعب المتواجد على مستوى القرية، باعتباره الملجأ الوحيد للشباب ولعشاق ممارسة الرياضة ببوعشير.

ونظرا لأن هذه القرية ما زالت تئن تحت وطأة النقص الكبير للحاجيات اليومية وأبسطها، رغم قربها من عاصمة البلدية، فقد دفعهم ذلك للإحتجاج بهذه الطريقة التي تأسف لها الكثير منهم، الذين قالوا إنهم أُجبروا على هذا السلوك وإغلاق الطريق لإيصال صوتهم إلى مسؤولي بلدية بالطاهير، رغم أنهم قدموا انشغالاتهم ولكنها ما زالت لم تؤخذ بعين الإعتبار، وأشار البعض إلى الوعود الكاذبة التي ما زالت عالقة تنتظر الوفاء بها من طرف أصحابها من المسؤولين على مستوى البلدية.

جمال.ك