من القرى التي لا زالت تعاني من وطأة افتقارها للحاجيات اليومية التي تسهل يوميات المواطن، والتي تعتبر من النقائص التي أصبحت مصدر قلق وحيرة لدى سكانها، خاصة أنها تؤثر بشكل مباشر على يومياتهم، “قرية بودماغ”، هذه القرية الضاربة في العمق بين بلدية القرارم قوقة التابعة لها وولاية قسنطينة، وتواجدها على حواف الطريق الوطني رقم 27 الرابط بين جيجل وقسنطينة، أين تتواجد على مسافة تقارب حوالي 10 كيلومترات.
وتعتبر هذه القرية التي تضم حوالي 300 عائلة من جانب آخر لوحة طبيعية، فائقة الجمال للأراضي المترامية التي تحيط بها وأجوائها الفلاحية التي تطبعها، وبين هذا وذاك، بين موقعها غير البعيد عن مقر البلدية والتجمعات السكانية الأخرى القريبة منها، وبين زيادة حجم حاجيات سكانها خاصة منها الأساسية وذات الأولوية، يبقى المواطنون يئنون في صمت، وهو ما دفعهم منذ يومين للخروج للمطالبة بالتفاتة حقيقية لقريتهم، وتخصيص مشاريع يمكنها أن تسهل حياتهم فيها، وتساعدهم على الإستقرار بها، وممارسة نشاطاتهم الفلاحية التي تقدم الإضافة في مجال توفير الغذاء، محليا ووطنيا.
انعدام المياه رغم قرب تواجد القرية على ضفاف سد بني هارون
كانت ظروف السكان المعيشية الصعبة، سببا في خروجهم من دائرة الصمت لتبليغ انشغالاتهم والمطالبة بتدعيمهم وتخصيص مشاريع في أهم نواحي الحياة اليومية، لإنعدام تقريبا أهم أبجديات الحياة اليومية، وأهمها الماء والغاز الطبيعي.
في هذا الشأن، أكد المحتجون من سكان القرية الذين قدموا بالعشرات، على ضرورة وقوف السلطات المحلية بشكل جدي على مشاكلهم، كغيرهم من قرى البلدية المبعثرة، والتجمعات السكانية الأخرى، فقد طالبوا بشكل صريح بضرورة ربط القرية بمياه الشرب، فلا يعقل – حسبهم – التغاضي عن هذه الوضعية لأنها تكبدهم الكثير من المعاناة.
الإعتماد على الأحمرة لجلب المياه
يعتمد الكثير من السكان في جلب المياه من المصادر الطبيعية ومن الينابيع الموجودة في المناطق المحيطة بالقرية على الأحمرة، ونظرا لأهمية هذه المادة وحيويتها وأثرها على يومياتهم، يتكبد المواطنون معاناة كبيرة في جلبها من الينابيع وما ينجر عن ذلك، أو اللجوء إلى شرائها من الصهاريج التي تبيع هذه المياه المجهولة المصدر، وفي هذا الشأن يطالب السكان بإنجاز شبكة توزيع المياه خاصة وأن القرية تتواجد على ضفاف سد بني هارون؛ أكبر سد مائي في إفريقيا، وهو ما يزيد من استيائهم.
قنوات الربط بالغاز على بعد 100 متر
إضافة إلى ذلك، فقد أشار السكان إلى محاولة التلاعب بهم، خاصة خلال زيارة والي الولاية التي قادته إلى قرية القطارة، أين سجلوا نقل وضع قنوات تمديد الغاز باتجاه القرية، وهو ما رآه المواطنون تلاعبا بهم حتى لا يعرضون مشكلتهم على الوالي خلال زيارته، ويؤكدون أن شبكة الغاز الطبيعي تمر بمقربة من منازلهم بحوالي “100” متر فقط، وهو ما يسهل ربط بيوتهم بالغاز الطبيعي، ويشير الكثير منهم إلى معاناتهم مع عمليات البحث وجلب غاز البوتان وأعباء ذلك طوال السنة، وبالأخص في فصل الشتاء والبرد واستعماله في الطبخ والتدفئة.
المطالبة بربط تجمع ريفي بشبكة الكهرباء والصرف الصحي
من المشاكل العالقة بقريتهم أيضا، إشكالية عدم ربط التجمع السكني الممنوح للمواطنين في إطار البناء الريفي، فرغم أنها أنجزت في شكل تحصيص إلا أنها لا زالت لم تربط بشبكة الكهرباء، ورغم أن السكان سددوا كما تشير مصدرنا حقوق الربط، إضافة إلى عدم ربط التجمع السكاني هذا بقنوات الصرف الصحي، ليبقى السكان يعتمدون إلى غاية الآن على الحفر الصحية التي يمكنها أن تحدث آفات أخرى في حالة امتلائها أو تسرب المياه القذرة منها إلى العراء باتجاه الأراضي الفلاحية.
المطالبة بإنجاز مدرسة ابتدائية
كما يطالب السكان بمدرسة ابتدائية تغني أبنائهم من التنقل إلى المناطق الأخرى، ومنها باتجاه مدرسة مشتة القطارة، خاصة في ظل الأخطار المحدقة بأبنائهم في رحلتهم اليومية للدراسة في كل المواسم، سواء في فصل الشتاء أو مع ارتفاع موسم الحرارة، وفي ظل عدم توفر النقل المدرسي، هذا في الوقت الذي يدرس أبناؤهم في الأطوار الأخرى على مستوى المؤسسات التعليمية بالقرارم قوقة.
وقد حاول سكان قرية بودماغ إيصال صوتهم لمسؤولي البلدية، لكن وحسب مصادرنا فإن ذلك لم يحدث، ولم يلتقوا بأي مسؤول، لكن رغم ذلك، فإن وقفتهم قد أوصلت مطالبهم وأن الكرة الآن بيد السلطات المحلية التي تجد نفسها مطالبة بدراسة حاجيات السكان مع إمكانية التكفل بها، وقد عبر السكان عن آمالهم الكبيرة لتدخل السلطات الولائية وعلى رأسها والي الولاية لدراسة انشغالاتهم وتحقيقها وتجسيدها على أرض الواقع.
جمال. ك