يتخبط سكان قرية “بن عامر” ببن شود شرق بومرداس في جملة من المشاكل التنموية التي أضحت تنغص حياتهم المعيشية، حيث ما يزالون ينتظرون التفاتة جدية من قبل مسؤوليهم لإيجاد حلول عاجلة لهذه المشاكل، من خلال تجسيد العديد من المشاريع التنموية التي من شأنها أن تفك عنهم العزلة وتحسن ظروفهم المعيشية، خاصة وأنهم يعانون من غياب مرافق الحياة بقريتهم.
جددت العائلات القاطنة بقرية “بن عامر” ببن شود شرق بومرداس مطالبة السلطات المحلية بالتدخل العاجل من أجل انتشالها من الوضع المزري الذي تعيشه منذ سنوات طويلة، رغم الشكاوى العديدة التي رفعتها طيلة هذه المدة إلى جميع المنتخبين الذين تداولوا على رئاسة المجلس المحلي، وقد استنكر قاطنو القرية السياسة المنتهجة من طرف هؤلاء إزاء انشغالاتهم، ضاربين بذلك الوعود التي يسمعونها في كل مرة عرض الحائط.
وحسب السكان، فإن قريتهم تفتقر إلى أدنى شروط العيش الكريم، الأمر الذي جعل حياتهم أشبه بالجحيم لاسيما أنهم يعيشون حياة بدائية وعزلة تامة رغم أن قريتهم تتميز بكثافة سكانية كبيرة إلا أنه لا حياة لمن تنادي.
التزويد بالغاز الطبيعي مطلب رئيسي للسكان
أول مشكل طرحه علينا سكان قرية “بن عامر” ببن شود شرق بومرداس في لقاء جمعنا بهم تمثل في غياب الغاز الطبيعي بسكناتهم، الأمر الذي نغص معيشتهم خاصة في فصل الشتاء بالنظر الى أهمية هذه الطاقة من أجل التدفئة في ظل تميز القرية ببرودة شديدة.
مضيفين في السياق ذاته أنهم يعيشون الجحيم في غياب هذه المادة التي يعتبرها القاطنون من أولى الضروريات التي يجب توفرها بقريتهم، غير أن سلطاتهم في كل مرة تقدم لهم وعودا بتجسيدها على أرض الواقع، غير أنه لا حياة لمن تنادي، مما يجبرهم على الخروج بحثا عن قارورات غاز البوتان وحملها من مكان بيعها إلى غاية مساكنهم لاسيما بالنسبة للذين لا يملكون سيارات تقلهم، مؤكدين أن الوضع يزداد تفاقما في فصل الشتاء أين تتعدد استعمالات الغاز، فيما لا تلبي هذه القارورة جميع احتياجات أسرهم، الأمر الذي يوقع كثيرا منهم في مشاكل لا تعد ولا تحصى، نظرا لندرتها في هذا الموسم، مؤكدين أنهم يضطرون للبحث عن قارورات الغاز في الولايات المجاورة لشرائها رغم أسعارها الملتهبة، حيث يستغل التجار الفرصة لرفع الأسعار والربح السريع ما أفرغ جيوب العائلات خاصة منهم ذوي الدخل المتوسط الذين أجبرتهم هذه الوضعية على اتباع الطرق البدائية، وهي جلب الحطب من الغابات المجاورة لاستعمالها للتدفئة والطبخ على حد سواء.
طرقات القرية في وضعية مزرية وبحاجة إلى تعبيد عاجل
كما تطرق القاطنون إلى مشكلة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها وهي اهتراء الطرقات التي تتواجد في وضعية مزرية، وهو ما لاحظناه ونحن نتجول بقرية “بن عامر” ببن شود، أين وجدنا صعوبة في السير عليها نظرا لتدهورها من جهة وعدم صيانتها منذ سنوات من جهة أخرى، الأمر الذي زاد من سوء حالتها وامتعض له القاطنون الذين يحلمون بطرقات معبدة تنهي هذه الوضعية.
وقد أكد لنا السكان أنهم يعانون كثيرا في فصل الشتاء في ظل تحول الطرقات إلى مستنقعات مائية وبرك تعرقل سير الراجلين وأصحاب السيارات الذين يتركون مركباتهم خارج القرية خوفا من تعرضها لأعطاب، فتكلفهم مصاريف إضافية هم في غنى عنها، أما في فصل الصيف، فإن الغبار المتطاير هو سيد يومياتهم ما يعرضهم لأمراض خاصة منهم ذوي الحساسية والربو.
لذلك يوجه السكان نداء استغاثة للمسؤولين من أجل التدخل العاجل لتخصيص ميزانية مالية معتبرة لتعبيد طرقات القرية حتى تضع حدا لمعاناتهم معها في فصل الشتاء أو الصيف.
نقص فادح في المحلات التجارية
ومن بين المشاكل التي يعاني منها سكان قرية “بن عمار” ببن شود شرق بومرداس، النقص الفادح في المحلات التجارية، إذ لا يوجد في القرية كلها سوى محلين تجاريين لا يلبيان جميع احتياجات سكان المنطقة، الأمر الذي يضطرهم إلى التنقل لوسط المدينة لاقتناء ما يحتاجونه بالرغم من بعد المسافة، وهو ما زاد من حجم معاناتهم، ولم يخف محدثونا أن أسعار المنتجات الموجودة على مستوى هذين المحلين مرتفعة مقارنة مع تلك الموجودة في الأسواق الجوارية، إذ لا تتوافق مع دخلهم المحدود، مشيرين في سياق حديثهم إلى أنهم رغم ذلك يضطرون لشراء ما يحتاجونه بسبب عدم وجود خيار آخر، مطالبين في الوقت ذاته السلطات المحلية بإنجاز سوق جوارية منظمة بقريتهم أو بالقرى المجاورة لهم من شأنها التخفيف من حجم معاناتهم.
شباب القرية يحلمون بالمرافق الرياضية والترفيهية
من جهتهم، شباب القرية لهم نصيب من المعاناة، فهم يشتكون من غياب المرافق الرياضية والترفيهية التي من شأنها أن تمتص أوقات فراغهم، حيث لا وجود لملعب جواري ولا حتى قاعة رياضية أو فضاءات للترفيه، ما يضطرهم للتنقل إلى وسط البلدية أو البلديات المجاورة مما يكلفهم وقتا وأموالا هم في غنى عنها، خاصة بالنسبة للبطالين مما يجبرهم على تمضية وقت فراغهم بالمقاهي، وهو ما زاد من معاناة الشباب الذين سئموا العيش في قرية لا تتوفر على كل المرافق اليومية للحياة المعيشية.
وأمام هذه الظروف الصعبة التي تواجه يوميات قاطني قرية “بن عامر” ببن شود شرق بومرداس، يطالبون السلطات المعنية بالتدخل العاجل والسريع من أجل تجسيد مشاريع تنموية من شأنها التخفيف من معاناتهم اليومية ورفع الغبن عن معيشتهم.
روبورتاج: أيمن. ف