قرية “أزرو” بدلس : ضروريات الحياة غائبة والسكان يشتكون إهمال المسؤولين.. قاعة العلاج مغلقة في وجه المرضى

قرية “أزرو” بدلس : ضروريات الحياة غائبة والسكان يشتكون إهمال المسؤولين.. قاعة العلاج مغلقة في وجه المرضى

يتخبط سكان قرية “أزرو” بدلس شرق بومرداس في جملة من النقائص التي أثرت على المسيرة اليومية للسكان، رغم النداءات والشكاوى التي أرسلوها للسلطات المعنية من أجل التحرك لبرمجة جملة من المشاريع التنموية التي لم تصل للقرية منذ سنوات، إلا أن هذه الأخيرة في كل مرة تلتزم الصمت مع اهمال تام لمطالبهم المرفوعة، ليبقى السكان يعانون في صمت رهيب في ظل تهميشها لهم.

“الموعد اليومي” تنقلت إلى قرية “أزرو” بدلس شرق بومرداس للاطلاع على الواقع المعيشي للسكان، أين وقفنا خلال جولتنا الاستطلاعية التي قادتنا إلى القرية على جملة النقائص التي تعرفها وفي مقدمتها غياب الغاز الطبيعي واهتراء شبكة الطرقات إلى جانب الانتشار الواسع للنفايات التي أصبحت ديكورا تتزين به القرية، إلى جانب انعدام الإنارة العمومية وغياب قاعة علاج وكذا سوق جوارية ونقص المرافق الترفيهية التي جعلت الشباب مهمشا على طول الخط، الأمر الذي يتطلب التفاتة سريعة للجهات المعنية بمن فيها والي ولاية بومرداس السيد “يحيى يحياتن” من أجل زيارة القرية حتى يطلع على معاناة سكانها، وبالتالي بعث عجلة التنمية بها حتى تتحسن وضعيتهم المعيشية التي تتدهور من سنة لأخرى.

 

الغاز الطبيعي انشغال ما يزال مطروحا منذ سنوات

يعد الغاز الطبيعي من الاهتمامات الأولى لقاطني قرية “أزرو” بدلس شرق بومرداس، الذين يعانون كثيرا من غياب هذه الطاقة الحيوية بسكناتهم، فهم يطالبون به حتى تنتهي معاناتهم اليومية من الجري وراء قوارير غاز البوتان التي أفرغت جيوبهم في ظل أسعارها المرتفعة التي لا تتناسب مع القدرة الشرائية لعائلات ذات الدخل المتوسط.

وقد عبر لنا قاطنو القرية في لقائنا بهم عن تذمرهم الشديد من هذه الحالة التي طال أمدها، نظرا للصعوبات الكبيرة التي يتلقونها في سبيل الحصول على قوارير غاز البوتان لاسيما في فصل الشتاء، حيث تعرف ندرة حادة في العرض بفعل الطلب المتزايد عليها، ناهيك عن سعرها الذي يتجاوز 450 دج للقارورة الواحدة والتي لا تكاد تكفي ليومين كأقصى تقدير، الأمر الذي شكل عبئا ماليا على جيوب العديد من العائلات، حيث فاق ذلك قدرتهم الشرائية المحدودة خاصة وأن معظمهم من ذوي الدخل المتوسط الأمر الذي أدى بهم الى اتباع الطرق البدائية وهي جلب الحطب لاستعماله للطبخ و التدفئة في فصل الشتاء على حد سواء وذلك هروبا من مصاريف قوارير البوتان التي أنهكت يومياتهم.

لذلك، يجدد سكان قرية “أزرو” مطلبهم إلى السلطات المعنية بضرورة ربط سكناتهم بغاز المدينة في أقرب الآجال الممكنة، من أجل وضع حد لمعاناتهم التي قال عنها السكان قد طال أمدها.

 

 

الطرقات تعرقل سير الراجلين وأصحاب المركبات

شد انتباهنا ونحن نتجول بقرية “أزرو” بدلس شرق بومرداس تلك الطرقات التي أكل عليها الدهر وشرب نتيجة الحالة الكارثية التي تتواجد عليها باعتبارها لم تشهد عملية تعبيد وصيانة منذ سنوات عدة، الأمر الذي امتعض له السكان الذين أكدوا لنا أنهم يعانون من تدهورها منذ أمد بعيد، خاصة وأنها لم تعد تصلح للسير فيها سواء للمشاة أو أصحاب المركبات خاصة في فصل الشتاء في ظل تحولها إلى برك مائية ومستنقعات يجد هؤلاء صعوبة في المشي عليها وأدى بهم الحال إلى انتعال الأحذية المطاطية من أجل الدخول أو الخروج من القرية، أما أصحاب السيارات فيجبرون على تركها خارجا خوفا من تعرضها لأعطاب فتجبرهم على إصلاحها، وبالتالي مصاريف إضافية هم في غنى عنها، في حين تشهد القرية في فصل الصيف انتشارا كبيرا للغبار ما يجعلهم يغلقون نوافذهم في عز حرارة الجو خوفا من تعرضهم لأمراض خاصة منهم ذوي الحساسية والربو.

الانشغال هذا قام السكان بنقله إلى مسؤوليهم بمراسلات متواصلة، غير أنهم قابلوها بصمت وتجاهل كبيرين، الأمر الذي استاءوا له، لذا فهم يجددون نداءهم عن طريق هذا المنبر الحر لعل ذلك سيغير واقعهم.

 

الظلام يخيم على القرية بسبب غياب الإنارة العمومية

كما تعرف القرية غياب الانارة العمومية ما يدخلها في ظلام دامس في الفترة الليلية، وهو الأمر الذي كثيرا ما كان سببا في معاناة السكان، حيث يجدون صعوبة في التنقل ليلا، ما حتم عليهم حظر التجوال بعد أن أصبحوا يخافون الخروج من منازلهم بعد حلول الظلام بسبب انتشار ظاهرتي السرقة والاعتداءات في ظل اغتنام المجرمين الفرصة، أين حولوا القرية إلى مسرح للقيام بمختلف أفعالهم الاجرامية من أجل الحصول على مبتغاهم من ضحاياهم خاصة منهم النساء وكبار السن.

لذلك يطالب السكان المسؤولين المعنيين بالتدخل العاجل من أجل انارة القرية.

 

 

إنجاز سوق جوارية مطلب يلح عليه السكان

يعاني سكان القرية من غياب سوق جوارية ما زاد من سوء حالة القاطنين الذين يضطرون في كل مرة إلى التنقل لأسواق البلديات المجاورة، ما يترتب عنه مصاريف إضافية هم في غنى عنها، فيما يلجؤون في العديد من المرات من أجل اقتناء مختلف حاجياتهم وضرورياتهم خاصة منها الخضر والفواكه إلى الباعة الفوضويين الذين وجدوا ضالتهم في ظل غياب سوق بالمنطقة، الأمر الذي يعرض هؤلاء لتسممات غذائية في ظل عرض مختلف السلع في الهواء الطلق أمام أشعة الشمس وغبار السيارات.

وقد أكد لنا السكان أنهم يعانون كثيرا من غياب سوق يقتنون منها مختلف متطلباتهم اليومية، خاصة وأن الأسعار في المحلات لا يستطيع جيب العديد منهم تحملها، مضيفين في ذات الغرض أن وجود سوق جوارية بالقرية من أولى اهتماماتهم وطلباتهم خاصة أن طاولات الباعة المتجولين لم تعد تلبي حاجيات السكان، خاصة وأنها كانت ملجأ العديد منهم لعدم قدرتهم على التنقل للأسواق المجاورة، وهو الوضع الذي استاء له هؤلاء الذين يطالبون السلطات بالتحرك العاجل من أجل انجاز سوق جوارية بالمنطقة لرفع حدة التعب الذي يعيشونه جراء التنقل إلى أسواق البلديات المجاورة من أجل قضاء حاجياتهم اليومية.

 

 

قاعة العلاج مغلقة في وجه المرضى

استياء وتذمر كبيران لمسناهما لدى قاطني قرية “أزرو” بدلس شرق بومرداس إزاء غياب بقريتهم قاعة علاج والموجودة لا تزال مغلقة في وجه المرضى، الأمر الذي جعل القاطنين يتنقلون إلى المناطق المجاورة على غرار مستشفى دلس لإجراء الفحوصات الطبية وتلقي العلاج حتى وإن كان لسبب بسيط كتغيير ضمادات أو حقن إبرة.

وقد أكد لنا السكان أنهم راسلوا الجهات المعنية على غرار السلطات البلدية من أجل فتح قاعة العلاج المتواجدة بالقرية وتجهيزها بالوسائل المادية والبشرية اللازمة، إلا أن الأمور لازالت على حالها، وهو ما زاد من معاناتهم اليومية خاصة منهم المرضى الذين يصلون في كل مرة متأخرين ما قد يعرضهم لمضاعفات صحية خطيرة.

 

غياب تام للمرافق الرياضية والترفيهية

أعرب العديد من شباب قرية “أزرو” بدلس عن تذمرهم واستيائهم الشديدين إزاء غياب بقريتهم أدنى المرافق الرياضية والترفيهية، فهم يناشدون السلطات المحلية ومديرية الشباب والرياضة لولاية بومرداس من أجل النظر إلى حالتهم والاهتمام بانشغالاتهم، وهذا بإنجاز ملاعب وقاعات رياضية من شأنها أن تملأ أوقات فراغهم التي يقضونها متسكعين في الشوارع أو ولوج عالم الآفات الاجتماعية بما فيه تعاطي المخدرات والكحول هروبا من الحياة الصعبة التي يعيشونها بقريتهم التي ما تزال تشهد الاقصاء والتهميش من كل جوانب الحياة اليومية.

وقال لنا شباب القرية في لقائنا بهم إنهم يعيشون العزلة والتهميش، في ظل انعدام المنشآت الرياضية والترفيهية، رغم أن قريتهم تعرف كثافة سكانية كبيرة، غير أنها تشكو نقصا فادحا في المرافق الحيوية والملاعب الجوارية، التي من شأنها أن ترفع الغبن عنهم.

موضحين أن أغلبهم يلجؤون إلى قضاء أوقات الفراغ بالمقاهي، حيث تعتبر هذه الأخيرة المتنفس الوحيد لهم للعب أو متابعة المباريات وحتى مشاهدة الأفلام، وذلك نظرا للنقص الفادح المسجل بالمرافق الترفيهية والرياضية، في حين يلجأ البعض منهم إلى البلديات المجاورة لممارسة رياضتهم المفضلة وهي كرة القدم.

لذلك يطالب هؤلاء السلطات الولائية بالتدخل العاجل من أجل برمجة بعض المشاريع الرياضية والترفيهية التي من شأنها أن تملأ أوقات فراغ الشباب وتجنبهم عناء التنقل حتى إلى الملاعب الجوارية من جهة، وتقيهم من دخول عالم الآفات الاجتماعية الخطيرة من جهة أخرى.

 

النفايات تحاصر القرية وتهدد الصحة العمومية

تشهد قرية “أزرو” بدلس في الفترة الأخيرة انتشارا واسعا للنفايات، التي أضحت تحاصر القرية وتهدد الصحة العمومية، أين حمّل السكان مسؤولية تراكم هذه النفايات إلى مصالح النظافة بالبلدية، التي لا تقوم – حسبهم-، بدورها كما ينبغي، وهو ما يؤدي بالضرورة إلى هذا الواقع المر الذي يهدد حياة السكان في عز تفشي جائحة “كورونا”، مشيرين إلى أن هذا الوضع أصبح لا يطاق، بدليل وصول الروائح الكريهة المنبعثة من أكياس النفايات إلى بيوتهم ما قد يعرضهم لأمراض خاصة منهم الأطفال الذين لا يستطيعون تحمل هذه البيئة الملوثة.

وقد أبدى سكان القرية، تخوفهم الشديد من استفحال هذه الظاهرة التي قد تتسبب في إصابتهم ببعض الأمراض التي تفرزها هذه القمامات، خاصة في فصل الصيف الذي تعرف فيه درجات الحرارة ارتفاعا كبيرا، ما يؤدي الى انتشار الأمراض والأوبئة الخطيرة جراء الروائح الكريهة التي تنبعث منها، وكذا خطر الحيوانات المتشردة التي تقتات عليها، هذه الأخيرة التي تحمل معها أمراضا خطيرة، وبالتالي تهدد صحة المواطنين في عز انتشار وباء “كوفيد 19” الذي يتطلب بيئة نقية.

وقد دعا القاطنون الى التزام مصالح النظافة لبلدية دلس، بالأوقات النظامية لرفع النفايات من القرى، وعدم التخلف عنها لتفادي تكدسها وتراكمها، وبالتالي حماية الصحة العمومية والبيئة على حد سواء.

 

 

إنجاز مشاريع تنموية لتحسين وضعية السكان

وأمام جملة المشاكل التي تعترض يوميات قاطني قرية “أزرو” بدلس شرق بومرداس، يناشد هؤلاء السلطات الولائية وعلى رأسها والي ولاية بومرداس السيد “يحيى يحياتن”، التدخل العاجل من أجل الوقوف على وضعية القرية، عن طريق برمجة جملة من المشاريع التنموية لانتشال السكان من الأوضاع المزرية التي يتخبطون فيها، خاصة مع توصيات السلطات بضرورة التكفل الأمثل بمطالب سكان مناطق الظل التي من شأنها أن تحسن وضعيتهم.

روبورتاج: أيمن. ف