قرابة 200 فضاء غابي تحت المجهر…. العاصمة تعيد الاعتبار للمساحات الخضراء

elmaouid

تبنت مصالح ولاية العاصمة استراتيجية جديدة لحماية المساحات الخضراء المنتشرة في بلدياتها بإقرار تعليمات صارمة تمنع على المواطنين قطع الأشجار مهما تطلب الأمر في إطار مساعي انجاز عدد من المشاريع، محذرة من عقوبات قد تعمد إليها في حالة تسجيلها أية تجاوزات، وشددت على العودة إليها في حالات مماثلة للفصل في مدى إمكانية التضحية بهذه الأشجار من عدمها.

ركّزت مصالح ولاية العاصمة على المساحات الغابية المتواجدة في إقليمها محذرة من أن تطالها أيادي أصحاب المشاريع، وشددت على ضرورة اعادة الاعتبار لها حفاظا على مكانتها التي أضحت إحدى علامات الجمال التي من شأنها إعادة الوجه الجمالي للعاصمة، مانعة بذلك قطع الأشجار سواء كانت في المحيط الغابي الطبيعي الموجود وسط الأحياء أو تلك التي تم زرعها من طرف السلطات والمواطنين على شكل حدائق ومساحات خضراء.

وحسب مصادر مطلعة، فقد وجهت جملة من التعليمات من والي الولاية عبد القادر زوخ للاهتمام أكثر بهذه المساحات الخضراء خاصة منها حديقة الحامة التي توثق لجملة من المراحل التاريخية التي مرت على الجزائر، كما أنها تعد رئة العاصمة وتتوفر على أشجار عمّرت لأكثر من قرنين وأخرى نادرة انقرضت مثيلاتها في كل بقاع العالم، مشددا على أصحاب المشاريع العمومية والخاصة المتعلقة بأشغال البناء التوجه في تجسيد مشاريعهم على المساحات الفارغة وحدها.

وحسب المصادر ذاتها، فإن اضطرار الوالي إلى إحكام قبضته حيال الوضع راجع إلى التجاوزات الكثيرة المسجلة في هذا الإطار والتي طالت الطبيعة مسجلا جملة من الاعتداءات على المساحات الغابية والخضراء على مستوى العاصمة، إذ عرفت المساحات الخضراء والغابات تراجعا كبيرا بسبب هذه التجاوزات والاعتداءات التي طالتها، خاصة المساحات الغابية الجميلة التي كانت تقع داخل المحيط العمراني على غرار غابات باينام بعين البنيان، النخيل بواد أوشايح، فايزي ببرج الكيفان، بوعريوة ببوزريعة، رايس حميدو التي تحولت إلى بنايات.

يذكر أن العاصمة تزخر بثروة غابية معتبرة بفضل تواجد حوالي 118 غابة مترامية الأطراف بين عدة مناطق وتتربع على مساحة هامة تفوق 500 هكتار، إلا أن الفضاءات الغابية ذات الطابع العائلي الترفيهي نادرة جدا، ومن أصل 118 غابة متواجدة عبر تراب ولاية الجزائر، فإن 40 غابة فقط ذات طابع عائلي ترفيهي، وهي تعاني من عدة نقائص هامة في الوقت الحالي تتعلق بالاستقبال والأمن بفعل الإهمال الذي طالها، حيث تنعم مدينة الجزائر بكثير من الخضرة بشكل غابات عمرها ملايين السنين، وحدائق مترامية في كل أنحاء المدينة.