قراءة في رواية “رجل على ذمة عشق”.. عنوان جميل وشاعري يتطابق تماما مع المضمون

قراءة في رواية “رجل على ذمة عشق”.. عنوان جميل وشاعري يتطابق تماما مع المضمون

رواية جميلة هادفة من بين أحسن ما قرأت من الروايات الجزائرية الحديثة، يلمس فيها القارئ المتمعن نضجا فنيا كبيرا ينبئ عن ميلاد روائية مبدعة لها من الأدوات الفنية واللغوية والسردية والخيالية الشيء الكثير… رواية تشد القارئ إليها بقوة وتفرض نفسها بين أولوياته، وتشوقه إلى متابعة أحداثها دون توقف أو ملل. تغوص به في بحور الحزن والأسى حتى لا يتوقع فرحا بعدها، وتحلق به في فضاء السعادة والحبور حتى تمحي من ذهنه صور الكآبة كلها… تبقيه متأرجحا بين همسات الحب المخملية ونغمات العشق العذبة تارة، وبين زفرات الخيبة الموجعة ولوعات الخذلان المر طورا.

لقد برعت الكاتبة في تحليل نفسيات شخوص روايتها والغوص في دواخلهم، وأبدعت في وصف ما تعانيه النفس البشرية من أحاسيس ولواعج شتى، من (سعيد) العاشق الولهان الذي كُتب على فؤاده أن يتنقل بين محطات مختلفة من الحب، إلى (هناء) المريضة المشفقة على حبيبها المضحية من أجله، إلى (سيرين) المحطم قلبُها بسبب فشل زواجها الأول ونظرة المجتمع لها حين اعتقدوها عاقرا، ثم بسبب كبريائها الذي جعلها تنسحب من أحضان حبيب الصبا الذي أثمر زواجها منه بنتا جميلة، فاسحة المجال لحبه الحقيقي هناء…

يدور موضوع الرواية حول الحب والهيام وما يصحبه من أفراح وإخفاقات ونكسات، وتضحيات وخيانات… غير أنها عرجت بطريقة ذكية على عدة موضوعات مهمة أخرى منها:

– الإهمال الأسري والخلافات الزوجية وانعكاساتها المأساوية على حياة الأبناء.

– معاناة المرأة في المجتمع الذكوري طفلة وشابة وزوجة… وآثار النظرة القاصرة إليها من كبت وعقد نفسية وأمراض عصبية تستمر معها طوال حياتها.

– تدهور حال المؤسسات التربوية في بعض المناطق المعزولة ماديا بهياكلها، وتربويا بميوعة بعض طلابها وبخاصة الجامعيين.

– عالم الرقية وما فيه من انحرافات

وعموما فالرواية ممتعة وجديرة بالقراءة. أتمنى للروائية “مليكة هاشمي” التوفيق والسداد، وأشد على يدها لمزيد من الإبداع لأن ذلك في متناولها.

بقلم: بن ورخو ساعد