“لا مكان تحت الشمس” عنوان لكتاب جديد للروائي والقاص سليم عبادو، يتضمّن ترجمة من اللغة الفرنسية إلى العربية للمتاح من نصوص المناضل الجزائري محمد بودية من شِعر، قصص، مسرح ومقالات.
الكتاب تكريم لما قدم محمد بودية للمشهد الثقافي والسياسي، ويأمل أن يكون حضوره في سيلا 2024 إضاءة لافتة لمسيرة الراحل وأعماله وفرصة لتتعرف الأجيال عليه وتأخذ من فِكره وتقتدي به.
ومحمد بودية مناضل جزائري؛ عشق المسرح وتبنى قضايا التحرر في العالم، وقاد عمليات “أيلول الأسود” الفلسطينية في أوروبا، وجند “كارلوس الثعلب” في موسكو لصالح القضية الفلسطينية، واغتاله الموساد في عملية “غضب الرب”، وبعد اغتياله قالت رئيسة الوزراء “الإسرائيلية” غولدا مائير “أخيرا مات الرجل ذو الألف وجه”.
وساهم الفكر التحرري والنضالي لمحمد بودية في ربط علاقات كبيرة ومتشعبة مع شخصيات بارزة في مختلف بلدان العالم، سواء في أوروبا أو الشرق الأوسط أو حتى في أمريكا اللاتينية. وبكنيته الجديدة التحق “أبو ضياء” بجامعة باتريس لومومبا في موسكو، لتعزيز خبراته الإستراتيجية والعسكرية، وهناك كان له لقاء آخر بواحد من أبرز الأسماء في قائمة “الرجال الذين خدموا القضية الفلسطينية”.
وتؤكد سجلات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن بودية قام في موسكو بتجنيد شاب فنزويلي متحمس للنضال ضد الإمبريالية في العالم، اسمه “إيليتش سانشيز راميريز”، وشهرته العالمية “كارلوس”، وهو مدبر عملية اختطاف وزراء منظمة أوبك في ديسمبر عام 1975، في فيينا من أجل دعم القضية الفلسطينية. وقام كارلوس بتحويل الوزراء إلى المطار، ومن ثم حملهم على طائرة نحو الجزائر، وبعد مفاوضات مضنية تم الاتفاق على إطلاق سراح الرهائن مقابل 50 مليون دولار، في عملية تاريخية، أطلق عليها كارلوس اسم “الشهيد محمد بودية”.
وكان بودية المدبر الرئيسي لجميع عمليات الجبهة الشعبية في أوروبا في مطلع السبعينات، كما ذكرت تقارير المخابرات الفرنسية والبريطانية والأمريكية والموساد، ورغم ذلك لم يثبت أي دليل ضده، خصوصا مع ظهوره الدائم بثوب المسرحي الحاضر في باريس. واغتيل المناضل الجزائري محمد بودية بتفخيخ سيارته بلغم انفجر صباح الثامن من جوان 1973
ب\ص