هذا الَقَدَحُ يَنْتَشيني من عِتمة الضَبَاب
يَرْمِيني حَدَ الثَمَالة إلى وَحْي السَراب
مَغْلول الحَلْق أرى كثبان الصحراء شَراب
مفقودٌ تائهٌ زائغٌ على سطح الصواب
أنتظر سقوط الليل ليرشدني إليك شهاب
ليقودَ روحي بعيدا عن هذه الضوضاء وهذا الخراب
يُسْدِل النهارُ مَناشِفهُ وتَلْتَحِف السماء الجلباب
تَنتاَبني جَميعَ النجوم بنظرة واحدة تطل من على محراب
فيحدثُ معي الانجذاب الاجتذاب الانسحاب والانسكاب
تَنقَلِبُ جَميعَ المواكب الطوفانية وتخضع مشاعري إلى الاستجواب
يفتحُ ثَغْرَ الأكواب
تُمْلَأ بشتى أنواع الاستبهام بالاستحباب الاستعجاب، الاستغراب، الاستقطاب، الاستيعاب والاصطحاب
يَحْشُرني جُنْدُ من الجنون يَقَيِدُني الاختبال الاختلاط والاختلال يفقدني أوتار الأعصاب فما هذا الاغتياب بحقي؟ وما هذا الاقتراب مني؟ الاكتئاب الذي بي؟ الاكْتِتاب الذي مسني؟ الاكتساب الذاتي؟ وهذا الالتهاب الإرهاب !!؟
أصرخْ أنادي أن تُفتح جميع الأبواب
أصارع الاضطراب الارتكاب الارتياب
حين أنظر في عينيكِ تَقْتُلني الأهداب
ويبدأ درسُ الأدب ويحُلُ فصل الإعراب
أنا فِعْلٌ مُخْتَصَر مبني على كل جريمة ارتكاب
أعترفُ بكلِ ما نُسِبَ إلي من تهمٍ أجل أنا أحبك أعشقك أهواك
ولا أخشى أعواد الثقاب
حتى لو كنتُ وسط كونٍ من الأخشاب