أثارت القضايا والقصص التي تناولتها الدراما الرمضانية 2023 جدلا وانتقادات واسعة من قبل المتابعين، حيث وصفوها بالمكررة و”العنيفة” وكأنها أصبحت سمة تميز تلك الأعمال وأبطالها.
وسيطرت قضية الاتجار بالبشر وحجز النساء وتعاطي المخدرات على معظم الدراما العربية، الأمر الذي أثار حفيظة المشاهدين الذين أصبحوا يبحثون عن الابتسامة والأمل والتفاؤل في الأعمال الدرامية.
“المسلسلات برمضان باتت قصصها عن العصابات والقتل والسرقة والتهريب والفقر والجوع، اشتقنا نحضر مسلسل فيه قصة حلوة يخلينا نحلم وياخدنا لعالم ثاني أو مسلسل عائلي مهضوم يسلينا”، ذلك أحد المنشورات على صفحة متخصصة بتقييم الأعمال الفنية. وكتب أشرف عامر “والله نفسنا في مسلسل اجتماعي من غير عصابات وحرب”، مستفقدا مسلسلات مثل “الفصول الأربعة”، “جميل وهناء”، “تخت شرقي” وغيرها من الأعمال التي ارتبطت بشهر رمضان.
وغرد أحمد خالد على حسابه على تويتر، “للأسف الدراما العربية لم تعد كما كانت وحتى البرامج مكررة وتبث طاقة سلبية”.
إلى ذلك يتصدر عدد من الأعمال العربية المصرية، السورية والخليجية التريند بأعلى نسب مشاهدة منذ بداية شهر رمضان، حيث يتصدر المسلسل السوري التاريخي “الزند”، قائمة أكثر الأعمال السورية المشاهدة في رمضان 2023.
وعلى صعيد الأعمال الخليجية يعدّ مسلسل “طاش 19” الّذي يشهد عودة ناصر القصبي وعبد الله السدحان إلى السّلسلة السّعودية الشّهيرة بعد غياب سنوات من أبرز المسلسلات الّتي يتابعها المشاهدون خلال شهر رمضان.
ويتابع المشاهدون كذلك مسلسلات “سكّة سفر” الموسم الثّاني و”شباب البومب” في موسمه الحادي عشر، بالإضافة إلى مسلسل “حياتي المثاليّة”.
وكشفت المنصة الرقمية الرسمية الناقلة للأعمال الدرامية في مصر watch it، أن مسلسل “الكبير أوي 7” حقق أعلى نسبة مشاهدة مسلسلات رمضان 2023 حتى اللحظة.
فيما احتل مسلسل “جعفر العمدة” المرتبة الثانية بنفس القائمة، تلاه مسلسل “الكتيبة 101″، بطولة آسر ياسين وعمرو يوسف.
واحتلت مسلسلات “كشف مستعجل” لمصطفى خاطر، و”سره الباتع” لأحمد فهمي وريم مصطفى، و”الصفارة” لأحمد أمين، و”ضرب نار”، المراكز من الرابع حتى السابع على الترتيب.
وبحسب تصنيف منصة “شاهد” دخلت مسلسلات “المداح 3″ لحمادة هلال، و”الهرشة السابعة”، و”الأجهر”، و”رشيد” لريهام عبد الغفور ومحمد ممدوح، و”كامل العدد” لدينا الشربيني، ضمن قائمة الأعمال الأعلى مشاهدة.
الشكل الجديد للدراما بحسب التربوي الدكتور عايش نوايسة ليس موجها للأسرة ويفتقر إلى إكساب المتلقي القيم والسلوكيات الإيجابية.
ويأسف على الأعمال الدرامية التي تسيطر على الشاشة في شهر رمضان، وتظهر المشاكل والقصص التي تتعلق بالتعاطي والعنف والعلاقات السلبية بين الناس وتبينها على أنها شيء إيجابي.
ويسيطر هذا النوع من الأعمال الدرامية بحسب النوايسة منذ سنوات على الدراما الرمضانية بشكل سلبي، فلم يعد المتلقي يشاهد الأعمال التاريخية والدينية خلال شهر رمضان بالطريقة التي كان يتميز بها سابقا.
ويرى نوايسة أن للمؤسسات التربوية والإعلامية والدينية دورا كبيرا في التوعية من خطر هذا النوع من الأعمال وانتقاء المحتوى الذي يمكن خلاله أن نسمح لأبنائنا بمشاهدته. في حين يقوم العمل الدرامي بحسب أخصائي علم الاجتماع الدكتور محمد جريبيع على تحديد الأولويات والمشكلات المجتمعية التي تقوم الأعمال الدرامية بمعالجتها وطرحها، وهو جزء أصيل من دور الإعلام والدراما في أن تتناول قضايا معينة.
وقد نتفق في بعض الأحيان بحسب جريبيع في التركيز على قضايا القتل والمخدرات والاتجار بالبشر، ولكن ربما المبالغة في تناول هذه المشكلات الاجتماعية يكون خاطئا، لافتا إلى إمكانية معالجتها بشكل أفضل وحكمة وعقلانية بناء على المجتمعات التي تعرض فيها.
ق-ث