تشهد ساحات اعتصام بالعراق مواجهات دامية، وسط أنباء عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المتظاهرين، واستخدام قوات الأمن القوة المفرطة، بالتزامن مع حديث عن توصل قوى سياسية إلى “اتفاق” لإنهاء الحراك المستمر منذ أكتوبر الماضي.
ونقلت وكالة “فرانس برس” الأحد، عن مصادر أمنية وطبية أن أربعة مدنيين قتلوا في بغداد، مساء السبت، وثلاثة بالبصرة، جنوب البلاد، وسط استخدام كثيف للرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
كما أظهرت صور ومقاطع ارتفاع أعمدة الدخان من ساحة التحرير، لا سيما قرب جسر السنك، المؤدي إلى المنطقة الخضراء، والذي تمنع السلطات المتظاهرين من اجتيازه، منذ بدء الاحتجاجات في أكتوبر الماضي.
من جانب آخر، أفادت وكالة “الأناضول” أن شبكات الإنترنت قطعت مجددا، بعد إتاحتها لساعات قليلة، وسط تخوف من ارتكاب السلطات وميليشيات مسلحة انتهاكات جديدة.وأضاف المصدر ذاته، في وقت لاحق السبت، أن قوات الأمن أطلقت وابلا كثيفا من قنابل الغاز المسيل للدموع على مئات المعتصمين في ساحتي الطيران والخلاني وسط بغداد قبل أن تقتحمهما.ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر خاص أن “الأحزاب السياسية اتفقت خلال اجتماع ضم غالبية قيادات الكتل الكبيرة على التمسك بعادل عبد المهدي والتمسك بالسلطة مقابل إجراء إصلاحات في ملفات مكافحة الفساد وتعديلات دستورية”.وأضاف أن الأطراف اتفقت أيضا على “دعم الحكومة في إنهاء الاحتجاجات بكافة الوسائل المتاحة”.ولفتت مصادر سياسية إلى أن الاتفاق بين الأطراف المعنية “بما فيهم سائرون والحكمة” كان بعد “لقاء الجنرال قاسم سليماني بمقتدى الصدر ومحمد رضا السيستاني (نجل علي السيستاني) والذي تمخض عنه الاتفاق على أن يبقى عبد المهدي في منصبه”.
وأكدت المصادر أن الطرف الوحيد الذي رفض الاتفاق هو تحالف “النصر” بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، الذي يرى أن الحل الوحيد للأزمة هو رحيل عبد المهدي.