قبيل الجولة الاولى من السباق الانتخابات التي تجرى الاحد المقبل… الجالية المسلمة تدفع فاتورة الخطاب المعادى فى فرنسا

elmaouid

فيما رصدت عدة مصادر تزايد الخطاب المعادى للمسلمين فى سباق انتخابات الرئاسة الفرنسية، وقالت إن تلك الانتخابات أصبحت استفتاء على المسلمين ومكانتهم فى المجتمع الفرنسى الذى يعد أكثر المجتمعات

تعددية من الناحية الثقافية فى أوروبا، أظهر استطلاع للرأي يحظى بمتابعة شديدة امس الأربعاء أن مرشح الوسط إيمانويل ماكرون متشبث بتقدمه كأوفر المرشحين حظا للفوز في انتخابات الرئاسة الفرنسية، لكن الاستطلاع أوضح أن الجولة الأولى من التصويت التي تجري مطلع الأحد المقبل لا تزال متقاربة بدرجة يتعذر معها القطع بنتيجتها.

ولا يزال هناك أربعة مرشحين في دائرة التنافس للوصول إلى الجولة الثانية التي تجري بعد أسبوعين من اقتراع الأحد. وقد تأتي الجولة الأولى بمفاجآت اللحظات الأخيرة بالنظر إلى ارتفاع معدل الامتناع المتوقع عن التصويت ومستوى التردد في صفوف الناخبين. وأصبحت حملة الانتخابات الصاخبة متوترة على نحو متزايد مع تقلص الفارق بين المرشحين. واتسمت الحملة بنتائج مفاجئة في الانتخابات التمهيدية في الحزبين الرئيسيين وتراجع فرص المرشحين الذين كانوا أوفر حظا في بادئ الأمر وصعود الحركة السياسية لماكرون.والمخاطر عالية بالنسبة للمستثمرين مع وجود اثنين مناهضين للاتحاد الأوروبي ولليورو ضمن المرشحين الأربعة.وأظهر الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة سيفيبوف وشمل 11601 شخص لصالح صحيفة لوموند أن ماكرون والزعيمة اليمينية المتطرفة مارين لوبن فقدا القوة الدافعة قبيل تصويت يوم الأحد لكن لا يزال من المتوقع أن يتأهلا لجولة الإعادة في السابع من ماي على أن يفوز ماكرون في الجولة الثانية.وهذا الاستطلاع هو أحد أكثر المسوح شمولا بين مجموعة من الاستطلاعات الكبيرة التي تجرى على أساس يومي.من جانب اخر رصدت صحيفة “واشنطن بوست” تزايد الخطاب المعادى للمسلمين فى سباق انتخابات الرئاسة الفرنسية، وقالت إن تلك الانتخابات أصبحت استفتاء على المسلمين ومكانتهم فى المجتمع الفرنسى الذى يعد أكثر المجتمعات تعددية من الناحية الثقافية فى أوروبا. وأشارت الصحيفة إلى أن البعض يرى أن الانتخابات الرئاسية الفرنسية ستغير مسار بلد يواجه اضطرابا سياسيا واجتماعيا.وبالنسبة لآخرين فإن الانتخابات ستغير مسار قارة، وتتحدى فكرة الإندماج الأوروبى. لكن فى فرنسا نفسها،  هناك شيئا آخر على المحك، ففى بلد لا يزال تحت حالة الطوارئ رسميا، فى أعقاب العنف الإرهابى الذى شهده على مدار العامين الماضيين، أصبحت الانتخابات أيضا استفاء على المسلمين ومكانتهم فى المجتمع الفرنسى.فقبل الجولة الأولى من التصويت فى الانتخابات التى ستجرى الأحد المقبل، يشعر كل واحد من المرشحين الخمسة البارزين والقادمين من مختلف الأطياف الإيديولوجية، بأنه مضطر إلى معالجة مسألة المسلمين الملحة، وبشأن ما ينبغى فعله مع أكبر أقلية دينية فى البلاد.وكانت إجابة مارين لوبان، مرشحة اليمين المتطرف شديدة الوضوح، حيث انتقدت فى خطاب إعلان ترشحها للرئاسة فى فيفري الماضى ما وصفته بالعولمة الإسلامية والتى وصفتها بأنه عقيدة تريد أن تجعل فرنسا تركع. أما المرشح المستقل الذى يحظى بالشعبية إيمانويل ماكرون فقد تحدث عما يرى أنه حاجة ملحة لمساعدة المسلمين على إعادة هيكلة “إسلام فرنسا”.. بينما يريد مرشح أقصى اليسار، جان كلود ميلانشون، الذى أدان الإسلاموفوبيا، فى النهاية أن يقضى على كل الطائفية، وكرر ما وصفه بالحاجة الملحة لوضع نهاية “لاختلاس الأموال العامة فى التعليم الطائفى الخاص”.ما المرشح الاشتراكى بينوا هامون، فقد دافع مرارا عن مصالح المسلمين الفرنسيين، وأصر على أن القانون الفرنسى، فى عام فضيحة البوركينى، يحمى الفتيات اللاتى ترتدين الحجاب أو اللاتى تريدن ارتداء الحجاب.ورأت الصحيفة أن الكثير من المسلمين فى فرنسا لا يجدون مرشحا يمكن أن يغير الوضع الحالى الذى يرى كثيرون أنه غير مستديم.