قبس من سورة النور

قبس من سورة النور

قال تعالى ” سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ” النور: 1، حذَّر الله عز وجل البشريةَ من بلاء نَشْرِ الفواحش، وأعلنَ الحربَ على تُجَّارِها بقوله: ” إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ” النور: 19، وقد أصبحت هذه الأمور تجارة يُعلَنُ عنها في الكثير من المجتمعات والقنوات ووسائل النشر، ويتم لها إنشاء الفنادق والمسارح، والترويج بكل الوسائل، وتُقامُ لها المسابقاتُ تحت مسميات ساحرة ومبهرة بادِّعاء التحضُّر والتمدُّن والتحرُّر، وما إلى ذلك.

فهناك أخبار يومية يجري التقاطُها بعناية عن هذه الجرائم والخيانات، ومن العجب العجاب انتشار ظاهرة المجاهرة بذلك، والدعوة إلى فعلها، وإظهار الإعجاب بأهلها بوضوحٍ، ودون مواراة أو حياء أو خجل، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: “كل أُمَّتي معافًى إلَّا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل العبد بالليل عملًا، ثم يُصبِح قد ستره ربُّه، فيقول: يا فلان، قد عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربُّه، ويصبح يكشف ستر الله عنه” متفق عليه.

فأعداء الإسلام يعرفون أن في فساد الأخلاق وضياع القيم تفتيتًا للروابط الاجتماعية، وهذا من أخطر الأمور على المجتمع، وهو نذير شُؤْمٍ، حذَّر منه النبي صلى الله عليه وسلم: “وما ظهرت الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها، إلا ظهرت فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم” رواه ابن ماجه والحاكم.

إن مقاومة وعلاج هذه الظاهرة أصبحت في أعناق الجميع أفرادًا، وأُسَرًا، آباءً وأمهاتٍ، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْؤولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ” متفق عليه.