“قاموس حرب الجزائر”.. إساءة مقصودة لذاكرة الثورة المجيدة

“قاموس حرب الجزائر”.. إساءة مقصودة لذاكرة الثورة المجيدة

صدر، مؤخرا، “قاموس حرب الجزائر” المنجز رفقة المؤرخة الجزائرية وناسة سياري تنقور والمؤرخة سيلفي تينو، يتضمن 1500 صفحة، عن دار النشر ”لي بوكان éditions bouquins”، إلا أن الباحث الجزائري كيتوني حسني صاحب العديد من المؤلفات حول تاريخ الجزائر أكد بأن “قاموس حرب الجزائر 1954-1962” أغفل عن ذكر العديد من الحقائق التاريخية وأسماء أبطال من بينهم أعضاء لجنة الستة المفجرة للثورة ومؤسسات تابعة لجيش التحرير الوطني، وفي المقابل تطرق بإسهاب للجيش الفرنسي والحركى والأقدام السوداء.

وصدر القاموس في 16 مارس 2023 عن دار النشر الفرنسية “لي بوكان” بمناسبة الاحتفال بالذكرى الستين لاتفاقيات ايفيان حسب المؤلفين، وليس بمناسبة الاستقلال، بل وقف إطلاق النار، وكأن يوم 5 جويلية غير معترف به في فرنسا لغاية اليوم. المؤلف تحت إشراف جماعي، مؤرخين فرنسيين: ترامور كومونور وسيلفي تينو والجزائرية وناسة سياري تنقور ويشمل سنوات 1954-1962 مع التوسع في بعض المواضيع بالعودة للفترة الاستعمارية. ويتضمن 696 مدخلا حول أحداث ومؤسسات وتواريخ ومواضيع وشخصيات، مع إدراج بعض مواضيع الذاكرة، نجد مثلا مواضيع “المجندين” و”الحركى” و”الأقدام السود” وذاكرتهم…

وأكد المؤرخ ترامور كومونور في تصريحات سابقة بأن القاموس استغرق 6 سنوات من العمل، فهل اهمال أسماء بعض الشخصيات الثورية هو مجرد نسيان أم تغييب؟

وحذر كيتوني من هذا القاموس ووصفه بغير الموضوعي، لافتا إلى أن استغراق إنجازه وقت طويل لا يعفيه من كونه موجها ومملوءً بسهو مقصود، مشيرا إلى أن من إجمالي 696 مدخلا، 59 منها مخصصة للجيش الفرنسي و8 لمخطط شال و15 للحركى والمساعدين، مع ذكر كل الرؤساء الفرنسيين من 1954 لغاية 2022. في المقابل من الجانب الجزائري لا نجد إشارة لوزارة التسليح والاتصالات العامة “المالغ” ولا مصالح التموين والاستعلامات والإعلام والخدمات الاجتماعية التابعة لجيش التحرير في الجبال… كما أننا لا نجد طالب عبد الرحمان مختص في القنابل والشهيد رضا حوحو ومؤسس الاتحاد العام للعمال الجزائريين عيسات إيدير ورضا مالك عضو الوفد المفاوض في ايفيان، واسم لامين خان أحد مؤسسي الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين.

وأضاف بأن أغرب سهو لا نعثر على أسماء لجنة الستة المفجرين للثورة ولا لسان حال جبهة التحرير الوطني “المجاهد” ولا جريدة “باتريوت” التابعة للجنة الثورية للوحدة والعمل “كريا”. وتمثلت التقنية في تمرير هذه الهفوات باعتماد الترتيب الأبجدي لتفادي بعض المواضيع بوضعها في خانة واحدة أو تحت مسمى عام.

ب/ص

انجاز أضخم قاموس حول حرب الجزائر - الخبر