قال من الصعب جدا الاستمرار في المشاريعي الخاصة بالطفل ،عمو يزيد لـ “الموعد اليومي”: سأتخذ هذا القرار مستقبلا إن لم أجد ممولين… هذا هو سر نجاح برنامجي وحفلاتي التي أخصصها للبراءة

elmaouid

لا يمكن أن يمر عيد الطفولة الذي يحتفل به العالم في الفاتح من جوان من كل سنة على غرار الجزائر دون أن يسجل عمو يزيد حضوره في هذه المناسبة، حيث يحتفل هذه السنة بعامه الـ 20 في هذه الاحتفالية،

حيث أحيا الحفل الأول المخلد لهذا الموعد عام 1998.

ولأول مرة هذه السنة يقوم بجولة بدل إحياء حفل واحد فقط، حيث قدم حفلا أولا بولاية سطيف، وآخرا بالعاصمة، وحفلا بقسنطينة وأيضا بوهران.

فعن هذه الجولة الفنية وأيضا عن برنامجه التلفزيوني الناجح “عمو يزيد” وكذا حفلاته التي تجمعه في مختلف المناسبات بالطفل، تحدث عمو يزيد لـ “الموعد اليومي”.

 

* حدثنا عن الجولة الفنية التي خصصتها للاحتفال بعيد الطفولة لهذا العام، خاصة وأنها في السابق كانت تقتصر على حفل واحد فقط في العاصمة؟

** حقيقة، فمنذ انطلاقي في تخليد هذه المناسبة في عام 1998 وأنا أحيي حفلا واحدا فقط في الفاتح جوان، لكن هذه المرة فضلت أن أقوم بجولة إلى الشرق والغرب لكي يكون لي لقاء بالأطفال في الجزائر العميقة، حيث انطلقت هذه الجولة الخميس الماضي بولاية سطيف وكان حضور الأطفال كبيرا جدا، وبالبريد المركزي في الفاتح جوان، أما بقاعة أحمد باي بقسنطينة فسيكون لقاء مع الأطفال سهرة السبت، وبقاعة السعادة بوهران سألتقي بأطفال هذه الولاية يومي 5 و6 جوان الجاري بمناسبة العيد العالمي للطفولة.

 

* لمسنا حضورا قويا للأطفال في هذه الحفلات، ما السر في ذلك؟

** السر يكمن في طريقة طرح الأغاني وتقديم العروض، والبداية كانت بالحصة التفاعلية التلفزيونية “عمو يزيد” التي لقت إقبالا كبيرا من طرف الجمهور، لأن الطفل يحتاج إلى معاملة خاصة إلى جانب تقديره والتحدث معه، وإعطاء أهمية لرسائله وقراءتها في البرنامج وإعطائه هدية عندما يجيب إجابة صحيحة على اللغز، وإذا طلب منه أن يغني في البرنامج أو يقدم نكتة ويحكي حكاية، نترك له الحرية في التعبير عما يدور في خاطره، لأن الطفل يحتاج إلى من يهتم به، وهذه أهم العناصر التي ساهمت في إنجاح برنامج “عمو يزيد”.

 

* الأغاني التي تقدمها للأطفال في الحفلات التي تخصصها لهذه الشريحة، هل هي من اختيارك أم هي تلبية لرغبات الجمهور؟

** 90٪ من الأغاني التي أقدمها في حفلاتي مع البراءة تكون من اختياري، و10 ٪ تفرضها طلبات الأطفال، ويكون اختياري كوكتالا من كل الألبومات التي أنجزتها في هذا الشأن.

 

* وما هي الأغاني المطلوبة بكثرة من طرف الأطفال التي من خلالها يكون التفاعل أكبر؟

** أغاني كثيرة يتفاعل معها الأطفال وأصبحوا يرددونها في كل لقاءاتي بهم من خلال هذه الحفلات منها “مدرستي” و”يا ويلتي” وغيرها.

 

* هل لك منافس في هذا المجال الذي تخصصت فيه (الغناء للطفل)؟

** صعب جدا أن نجد منافسا في هذا المجال، لأنه من الصعب إيجاد ممول لهذه البرامج. الممولون لا يرعون برنامجا لا يبث في البرايم تايم، خاصة وأنها من إنتاج خاص، وهذه التجربة الوحيدة التي تبنيتها بنفسي دون دعم من الدولة ولا من القنوات التلفزيونية، والشركة الوحيدة التي آمنت بهذا المشروع ووضعت فينا الثقة وهي دائما تقف إلى جانبنا هي شركة “رامي”.

وأشير أيضا إلى أن كل الحصص التلفزيونية الخاصة بالطفولة التي ظهرت في الجزائر مدعمة من طرف الدولة، ولا يوجد أي برنامج بتمويل خاص حقق نجاحا كبيرا، ولو نقارن برنامجنا بالبرامج التي ينتجها التلفزيون العمومي والتي يوفر لها كل الإمكانيات، نجد أن تفوقنا فاق الحدود ولم أكن أبدا أتصور تحقيق كل هذا النجاح لتجربتي في هذا العالم.

 

* لماذا لم يلتفت الممولون لتجربتك خاصة وأنها ناجحة، وغالبا ما يفضلون تمويل البرامج التي تلقى إقبالا كبيرا من الجمهور؟

** أشير في البداية إلى أنني مقتنع بما أقدمه لعالم البراءة من برامج وحفلات، ومقتنع أيضا أن عالم الطفولة هو كفاح ولا يمكن أن نجني من وراءه الأرباح، لذا يتهرب الممولون من تمويل كل المشاريع الخاصة بالطفل..

 

* نفهم من هذا أن كل ما تقدمه في عالم الطفل من برامج وحفلات بالمجان؟

** أكيد، فقناة الشروق التي تبث برنامج “مع عمو يزيد” طالبتنا بالبحث عن ممول مقابل بث البرنامج، والحفلات الفنية تكون مجانية أيضا ومساهمة السلطات المحلية تكمن في منحنا القاعة التي تحتضن الحفل فقط مجانا ولا يمكنني أن أستمر في هذا المجال إن بقي الحال على النحو الذي أعمل به حاليا في ظل التمويل غير الكافي، ودعم شركة “رامي” وحدها لا يكفي، ولا بد أن نجد حلا لهذا الأمر لكي تستمر هذه التجربة خاصة وأنها ناجحة ولاقت استحسان الأطفال بدليل حضورهم بقوة لهذه الحفلات.