في حديثه عن مستقبل الثقافة في العالم العربي، قال الدكتور خالد عزب، الحائز على جائزة الإبداع العربي لأفضل كتاب ومدير قطاع المشروعات المركزية بمكتبة الإسكندرية، والمشرف على مشروع “ذاكرة العرب”:
“هناك تغيرات بدأت تظهر على الساحة الثقافية العربية، بعض الثقافات كانت منغلقة على نفسها، إلى أن بدأ يحدث نوع من أنواع الحراك، على سبيل المثال الحالة الجزائرية التي أصبحت فاعلة في الثقافة العربية بسبب جهود وزيرة الثقافة الجزائرية السابقة خليدة تومي، والشاعر عز الدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري الحالي”.
وكشف الدكتور عزب في ندوة ثقافية أن الشيخ زايد كان أحد أبرز المساهمين في تأسيس مكتبة الإسكندرية، حيث تبرع بـ32 مليون دولار.
وعن مشروع “ذاكرة العرب” الذي يعد أحدث مشروعات مكتبة الإسكندرية، كشف عزب أن المشروع أرشيف غير رسمي لحياة كل الشعوب العربية، ويمثل أضخم أرشيف رقمي تنفذه مكتبة الإسكندرية، موضحا أن المشروع يهدف لإنعاش الذاكرة العربية بالتراث العربي العظيم وكل روافده وتجلياته.
وقال: “جزء منه سيتم إطلاقه على الإنترنت، كما سيتضمن إصدار سلسلة مطبوعات بحثية ومجلة تثقيفية تستهدف المواطن العربي”، مؤكدا أن أهمية المشروع نابعة من أن “الدول العربية فقدت الكثير من تراثها خاصة بعد ما سمي (الربيع العربي)”.
وذكر أن هناك جدلا حول تسمية المشروع، ما بين” ذاكرة الوطن العربي” وهو الاسم الذي يحمل دلالة رسمية، مؤكدا: “الدول هي جزء من الشعوب، لذا يسعى المشروع لأرشفة الحياة اليومية في العالم العربي وجمع الوثائق والطوابع البريدية والصور الفوتوغرافية وثقافة الأكل والأزياء، وغيرها، ما يشكل تجميعا نوعيا لتاريخ وتراث العرب على الأنترنت”.
وأكد أن “وسائل التواصل الاجتماعي خلقت حراكا ثقافيا غير عادي، وخلقت عالما موازيا للوسط الثقافي الرسمي، وتولدت دور نشر إلكترونية تحقق نجاحا كبيرا، وتخلقت نخب جديدة في العالم العربي، لم تكن معروفة من قبل”.
ولفت مؤلف “فقه العمران.. العمارة والمجتمع والدولة في الحضارة الإسلامية”، إلى دور بيت السناري الأثري، الذي يعد الذراع الثقافية لمكتبة الإسكندرية في القاهرة، مشيرا إلى أهمية إدارة الفعل الثقافي وأهمية مراجعة السياسات الثقافية العربية واحتضان الحراك الثقافي.