قال إن رسالة ڤايد صالح الأولى فُسرت في غير معناها، الخبير الأمني أحمد ميزاب في منتدى الموعد اليومي: المخابرات كانت تملك المعلومة الأمنية حول الحراك… رسائل الجيش  كلها تطمين وتأكيد أنه ليس معارضا لموقف الشعب

قال إن رسالة ڤايد صالح الأولى فُسرت في غير معناها، الخبير الأمني أحمد ميزاب في منتدى الموعد اليومي: المخابرات كانت تملك المعلومة الأمنية حول الحراك… رسائل الجيش  كلها تطمين وتأكيد أنه ليس معارضا لموقف الشعب

* الجيش  حذّر من وجود جهات تحاول أن تجعل منه طرفا في الصراع السياسي

* الحوار الوطني هو الذي يقودنا  إلى مشروع وطني يحدد طبيعة وحجم التغيير

 

الجزائر- قال الخبير الأمني والمحلل السياسي أحمد ميزاب، السبت، لدى استضافته بمنتدى الموعد اليومي، أن رسالة نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد ڤايد صالح الأولى التي تحدث فيها عن الحراك لم تُفهم وفُسّرت في غير معناها .

ويرى ميزاب بخصوص تعاطي خطاب المؤسسة العسكرية مع الحراك منذ البداية، أن المسالة ليست تحوّل في الخطاب، على اعتبار أن الكثير قرأ الرسالة الأولى في غير سياق معناها، مؤكدا أنه من الطبيعي أن تتضمن التحذير والتوجيه،  ولما رأى أن التفسيرات تعددت، اتجه في الرسالة الثانية إلى التوضيح، ثم الرسالة الثالثة ثبّتت وأكدت موقف الجيش، وبالتالي  لا يجب أن نقرأ الرسالة الأولى على أنها معارضة للشعب.

وقال في سياق متصل، إن رسائل الجيش  كلها تطمين وتأكيد أنه ليس معارضا لموقف الشعب، محذرا من وجود جهات تحاول أن تجعل من الجيش طرفا في الصراع السياسي، وإذا حدث ذلك سنصبح أمام مشكلة ضمانات لأن الجيش هو الضامن، ونبه إلى وجود محاولات عزل الجيش والشعب عن بعضه البعض.

ونوّه المتحدث بتموقع الجيش خارج هذه اللعبة، مؤكدا أن الجيش كان عند ثقة الشعب وأن  المعادلة الطبيعية هي أن يقف الجيش مع شعبه ويرافقه حتى لا يذهب إلى سياق آخر، وقال بهذا الصدد  “إن تصرف الجيش عقلاني ولا يمكنه الانزلاق وراء الدعوة إلى التدخل لأنه سيصبح تمردا وهذا الأخير له عدة تداعيات، حسبت لها قيادة الجيش حسابها”.

وبخصوص موقع المخابرات ودورها في الحراك،  قال ضيف “الموعد اليومي “لا أحد كان يتوقع هذا الحرا ، لكن كانت هناك مجموعة من المؤشرات تشير إليه، وهناك أدوات لقياسه”. وذكر المتحدث أن “بعض الاجتماعات توقعت هذا الحراك، وأن أجهزة الاستخبارات كانت تملك المعلومة الأمنية وهو ما انعكس فيما بعد في تعامل الأمن مع المسيرات من خلال  تأمينها، مؤكدا أن الشرطة اليوم تؤمّن الحراك، وقامت بحمايته، الاستخبارات عملت عملها وكانت لديها المعلومة وإلا لشهدنا انزلاقات”

وبخصوص الانتقال المنشود إلى “الجمهورية الثانية”، طرح ميزاب سؤالا مفاده “هل الشعب تحدث عن الجمهورية الثانبة؟” مشيرا إلى أن  أغلبية الشعارات تحدثت عن الجزائر الجديدة أو عهد جديد.

ويعتقد المحلل السياسي أن المسألة لم يفصل فيها  لحد الآن وكيفية الانتقال هو الإشكال الذي نتحدث عنه، كيف يكون التغيير وحجم التغيير ، وهذا الموضوع – بحسبه – لا يمكن أن يفصل فيه سياسي أو شخص أو مجموعة أشخاص إنما يجب أن يكون حوار وطني يقودنا إلى صياغة مشروع وطني، المشروع الوطني يحدد طبيعة التغيير وطريقة وشكل أو مضامين  هذا التغيير، ثم الشعب يقرر من خلال الاستفتاء، وبالتالي هناك قنوات للوصول إلى هذا الانتقال أو هذه العملية.

حكيم م

 

التصادم بين الشعب والجيش أمر مستبعد تماما

 

اعتبر الخبير الأمني أحمد ميزاب، خلال نزوله ضيفا على منتدى الموعد اليومي، أن حديث نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد ڤايد صالح عن التلاحم والتضامن الذي يجمع بين الشعب الجزائري وجيشه، يجعل الحديث عن التخوف من التصادم بين الطرفين أو تسجيل تجاوزات أمنية خلال الحراك أمرا مستبعدا تماما.

وأوضح ميزاب قائلا ” أعتقد بأن هنالك رسائل عبر عنها من قبل نائب وزير الدفاع الوطني الذي تحدث عن تلاحم المؤسسة مع المواطن الجزائري وتحدث أيضا عن الروابط الذي تجمع بين الشعب والجيش، وعبر كذلك عن تطابق الرؤى بين المؤسسة العسكرية والمواطن الجزائري، وبالتالي نحن لا نتحدث عن التخوف من الاصطدام أو نتحدث عن أن المؤسسة موجودة في مكان والشعب في مكان آخر”.

وبعد أن أكد أن المهام الدستورية للجيش الوطني الشعبي متعلقة بحماية أمن واستقرار الجزائر والحفاظ على سيادة القرار السياسي للدولة الجزائرية، شدد ضيف الموعد على أن العلاقة بين الشعب والجيش علاقة متينة أبدية لن تهتز تحت أي حال من الأحوال. وأكد ميزاب أنه يجب تغيير صورة الجيش في ذهن بعض الأطراف التي ترى أن الجيش في مستوى والشعب في مستوى آخر، موضحا أن الجنود البسطاء المرابطين على الحدود والذين يضحون بأنفسهم من أجل المواطن، هم أبناء هذا الشعب.

 

 

مشكل الشعب ليس مع الرئيس بل مع محيطه

 

وفيما يخص مطلب التغيير الذي ينادي به الشعب الجزائري منذ قرابة الشهر، أكد ميزاب أن الشعب لم يحدد بعد نقاطا واضحة، داعيا إلى ضرورة الاستماع إلى مطالبه بعد توحيدها.

وقال ميزاب في  الصدد ذاته متسائلا “هل المواطن حدد أبرز النقاط لمطالبه؟  الجواب هو لم يحدد بعد، هو قال أرفض وجوها استهلكت لم تحقق نتائج، وأحتاج إلى وجوه جديدة”والحديث عن مواصفات هذه الوجوه قد يخلق إشكالية أخرى جديدة، وهي هل هذه الوجوه ستحظى بقبول الإجماع لأن الشارع ليس فئة واحدة”.

 

تحديد ناطق باسم الحراك ليس سهلا لأنه لا يشمل فئة معينة

 

وعن طبيعة الحوار بين جميع الأطراف وطريقة التحضير له، أكد ميزاب أن “هناك عنصرين فرضا نفسيهما وقد يشكلان نقطة انسداد أثناء الحوار، الأول عنصر الثقة، حيث بات أي قرار تصدره جهة معينة يكون محل تشكيك وهناك أطراف تغذي ذلك، أما العنصر الثاني فهو الضمانات، حيث أن المواطن دائما ما يرغب بالضمانات لأي اقتراح”.

وأضاف “حسب رأيي، الضمان لا يمكن أن يكون بوجه قديم أثبت فشله، وحسب رأيي دائما الشعب ليس له مشكل مع الرئيس بل مع محيطه وعبر عن ذلك الكثير من الناس”.

وفي رده على سؤال حول ضرورة تحديد ناطق باسم الحراك، أكد ميزاب أن الأمر ليس سهلا، وقال “الحراك لا يشمل فئة معينة، بل يشمل كامل فئات الشعب، ممثل الحراك قد يلقى الإجماع عند فئة دون أخرى وبالتالي هذا يمكن أن يقسم الشعب”.

م/ع

 

 

“زيارة لعمامرة إلى روسيا  رسالة تطمين للعالم بأن الجزائر بخير “

 

أكد الخبير في القضايا الأمنية والاستراتيجية، أحمد ميزاب، أن الزيارة التي سيقوم بها نائب رئيس الوزراء، رمطان لعمامرة، إلى روسيا خلال الأيام المقبلة، بمثابة رسالة تطمين للعالم على أن الجزائر بخير، كما أنها تندرج  في إطار عادي باعتبار هناك علاقات إستراتيجية تربط البلدين، مشيرا أن الجزائر حاليا  تعمل على محورين،  معالجة الأزمة الداخلية والمحافظة على علاقاتها الخارجية.

أوضح الخبير في القضايا الأمنية والإستراتيجية، الذي نزل ضيفا على منتدى”الموعد اليومي”، السبت،  أنه رغم ما يحدث من حراك شعبي، لا يجب أن ننظر وكأن الدولة تعيش في حالة  شلل، وحراك الدبلوماسية في الفترة الحالية يجب أن يستمر بنفس الوتيرة السابقة، وعلى الجميع تحمل مسؤولية الحفاظ على وجه البلد، وفي  الوقت نفسه لا يجب إعطاء انعكاس للتشكيك في مناخ الاستثمار بالجزائر، أو الوضع الداخلي، لمحاولة عزلنا من الساحة الدولية، الذي له تأثير على الاقتصاد الوطني، وهذه التحركات تدخل في  إطار لقاءات أجندة موضوعة ومطروحة، كما أن برمجتها ليست  فجائية، وهناك عمل داخلي يجب أن يتم.

كما استبعد أحمد ميزاب، التحاليل المغلوطة بمحاولة استنجاد الجزائر بروسيا، لإخراجها من الوضعية التي تعيشها، من خلال هذه الزيارة التي سيقوم بها رمطان لعمامرة  إلى روسيا، في غضون الأيام المقبلة، لكون المشكل داخليا محضا، والزيارة بمثابة رسالة تطمين للعالم على أن الجزائر بخير، وتدخل في سياق عادي، مشيرا، أن الجزائر دولة حليفة لروسيا، لكون هناك علاقات استراتيجة تربط البلدين منذ زمن بعيد، وتعتبر روسيا المورد رقم واحد للسلاح لبلادنا، ومن جهة أخرى، وضع الجزائر قد  يقلق أصدقاءنا، ونحن في فضاء مضطرب، وإن تركنا مساحة مفتوحة،  فيستفرض بالجزائر، مما يؤدي إلى عزلها،  وبالتالي من الضروري العمل على محورين من خلال معالجة الأزمة الداخلية، والمحافظة على علاقاتها الخارجية مع الدول.

 

 

على فرنسا إيجاد حلول لمشاكلها عوض التدخل في الجزائر

 

رد أحمد ميزاب، على قرار استحداث فرنسا منصب مكلف  بمهام المجتمع المدني بسفارتها، للتواصل مع الفاعلين الجمعويين بالجزائر، على أنها لا تستطيع التدخل في شؤونا الداخلية، حيث  الشعب فرض كلمته وقال أنه لا يمثله أحد، كما أننا لسنا في فترة التسعينات، وهذه المناورات شاهدناها سابقا ولم تأت بثمارها، متسائلا حول عدم قدرةتفرنسا على حل مشكلتها الداخلية، باعتبار ما يحدث هناك بمثابة مواجهات، ولم  تتوصل لحد الساعة إلى إيجاد حل لها، وبالتالي نجد  كل محاولاتها قد تنعكس عليها سلبا.

وأشار أن المجتمع المدني، لم يؤثر على الوضعية، ولم يعبر يوما عن طموحات الشعب، رغم  تمتعه بالرصيد النضالي وتواجده في الميدان لسنوات طويلة، موضحا أن الشعب ألغى الوسطاء، والذي يعتبر مشكلة في  الوقت نفسه، باحتمال وقوع  انفلات للأوضاع في أي وقت.

نادية حدار

 

 

 

الشعب هو السيد في قراره ومطالبه واضحة ومفهومة

 

كشف المحلل الأمني الدكتور أحمد ميزاب عند نزوله ضيفا على منتدى الموعد اليومي أن المنعرج السياسي الذي تشهده الجزائر اليوم هو عبارة عن تراكمات وفراغات سياسية لسنوات عديدة مرت بدون إعطاء الفرصة للشعب ليعبر عن مطالبه  فكانت خطابات المسؤولين تسوق بدون الاهتمام ومراعاة  فئات الشعب،  وخطابات أحزاب الموالاة والمعارضة كذلك كانت تسوق من أجل التموقع دون مراعاة ما يتطلع إليه الشعب وبقي هذا الأخير معزولا إلى أن جاء الوقت الذي جعله يتوحد وينزل إلى الشارع  لإجراء استفتاء وطرح مطالب أساسية واضحة المعالم وفهمها الكل أن الشعب هو السيد وأن كلمته هي التي تسمع وتنفذ في المستقبل و لا أحد يستطيع أن يتكلم باسمه لا المعارضة و لا أحزاب الموالاة و لا الحكومة.

ويضيف المصدر ذاته أن الشعب الجزائري لا يحتاج وصاية من أي طرف فهو من قرر وفصل في قراره و لا أحد يستطيع سرقة صوت الشعب ولا أحد يستطيع أن يفرض أشخاص أو شخصيات لا يقبلها.

 

على الحراك الشعبي أن يحدد المسار والأهداف

 

دعا المحلل الأمني الدكتور أحمد ميزاب  الحراك أن يضع طريقا  ويحدد الهدف وسقف  المطالب بكيفية إحداث التغيير بالاتفاق على متحدثين باسمه.  فالحكومة تعبر بأسلوبها والأكاديمي يعبر بأسلوبه والشعب يعبر بأسلوبه والمسؤولية هي مسؤولية الجميع للوصول  إلى حل أو حلول مناسبة للخروج بطرق سلمية من هذه الأزمة السياسية التي تشهدها الجزائر و الشعب في أخر المطاف هو السيد في قراره وعلى الجميع أن يتحلى بسلوك حضاري.

ز.ح