تحوّل مؤخرا الحديث عن المواجهة الودية المنتظرة بين المنتخب الوطني ونظيره الفرنسي في الجزائر، وبتحرك من رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، نويل لوغريت، إلى جدل قريب من السياسة أكثر منه من الرياضة، بعد أن تضمنت تصريحات الأخير “تلميحات” سياسية وتاريخية، بتأكيده على شعوره بأن الجزائر هو “البلد الوحيد الذي لا يمكن لفرنسا أن تلعب فيه..”، ثم حديثه عن ضرورة الاتفاق على موعد محدد لإجراء المواجهة، مادام ذلك مرتبط بما أسماه “استقرار الأوضاع السياسية في الجزائر..”.
كشف نويل لوغريت رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، عن المصاعب التي تواجه المباراة الودية بين منتخبي فرنسا والجزائر، والتي كثر الحديث عنها في السنوات الأخيرة دون إن يتوصل الطرفان إلى برمجتها، رغم زيارة رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، خير الدين زطشي، لنظيره الفرنسي واتفاقهما على اللقاء في الجزائر مرة أخرى شهر جانفي المقبل أو فيفري على أقصى تقدير.
وقال رئيس الاتحاد الفرنسي، في ندوة صحفية:”لا يمكن برمجة المباراة في النصف الأول من العام المقبل بسبب رزنامتنا المكثفة، رغبتي هي إقامة المباراة في الجزائر، ولكن هناك صعوبة في تحديد موعد مناسب، والذي يرتبط باستقرار الأوضاع في الجزائر مع رئيس جديد للبلد”، وهو ما يبرز التداخل الدائم لتصريحات لوغريت مع السياسة من منطلق “الوصاية” الفرنسية على الجزائر، والتي لازالت مترسخة في ذهن مسؤوليها.
وترك رئيس الاتحاد الفرنسي الانطباع بأن “الرفض” المرتبط بهذه المباراة جزائري أكثر منه فرنسي. وتابع بخصوص احتمال تنقله إلى الجزائر للفصل في هذا الملف:”سوف أسافر إلى الجزائر أواخر الشهر المقبل لمناقشة مصير هذه المباراة، ولكن هناك مصاعب سياسية، ربما فرنسا والجزائر المنتخبان الوحيدان اللذين لا يمكن أن يلعبا سويا رغم متابعة الجماهير الجزائرية للكرة الفرنسية، لكن تبقى الأمور السياسية دائما ما تمنع إقامة المباراة الودية، وأتمنى أن أنجح في ذلك يوما ما”.
وجاءت تصريحات نويل لوغريت، في وقت عرفت فيه العلاقات بين الاتحاد الفرنسي والفاف، توترا في الفترات السابقة وعلى وجه التحديد خلال عهد الرئيس السابق، محمد روراوة، بسبب قضية اللاعبين مزدوجي الجنسية، خاصة بعد مونديال البرازيل 2014، والذي عرف تألق المنتخب الجزائري بلاعبين مكونين في فرنسا.
وكان الاتحاد الجزائري لكرة القدم نجح في خطف عدة مواهب كروية “فرنسية”، في صورة براهيمي وفيغولي وغولام ومحرز ووناس، ما أثار حفيظة الفرنسيين والاتحاد الفرنسي لكرة القدم، الذي سن قانونا يحدد فيه نسبة اللاعبين المنحدرين من أصول عربية في مدارس التكوين الخاضعة له، لغلق الباب أمام الجزائر ودول أخرى تفكر في “استيراد” إنتاجها المحلي.
أمين. ل