الجزائر- أكد أحمد ميزاب الخبير الأمني والقضايا الاستراتيجية بأن الجزائر نجحت في الخروج من منطق ردة الفعل إلى منطق المبادرة والعمل الاستباقي، الشيء الذي مكن نجاح المقاربة الامنية والقضاء على الإرهاب
رغم المخاطر الأمنية المتصاعدة التي باتت أكثر من أي وقت مضى تزحف على حدودنا الملتهبة.
قال أحمد ميزاب في تصريح لـ “الموعد اليومي” بأنه لا يمكن أبدا تقييم الوضع الامني بالجزائر بمعزل عما يحدث في دول الجوار ومنطقة الساحل بشكل عام، خصوصا وأن المنطقة تعج بالأزمات وتشهد أحداثا متسارعة بالنظر إلى عوامل عدة، أبرزها حجم ومخاطر التحديات الامنية الكبيرة والتهديدات التقليدية الثابتة منها والساكنة، وكذا التهديدات العابرة للأوطان وكلها -يؤكد- مخاطر أمنية زاحفة شبيهة بالرمال المتحركة.
بناء الاستراتيجية الأمنية للجزائر لم يأت من فراغ
وأوضح المتحدث بأن الاستراتيجية الامنية المحكمة التي تبنتها الجزائر في حربها على الارهاب -التي عززتها جملة من الاستشرافات عالية الدقة- تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، الرؤية الامنية بالجزائر التي أسست من منظور بعيد المدى وهو ما تترجمه يوميا بيانات وزارة الدفاع الوطني من خلال العمليات التي قام ويقوم بها الجيش الوطني الشعبي من تحييد عدد معتبر من الإرهابيين إلى حجز ترسانة من الأسلحة من مختلف الانواع والأحجام إلى توقيف المهاجرين غير الشرعيين على حدودها إلى حجز أطنان من المخدرات فضلا على مواد غذائية مهربة..
كما أوضح المتحدث بأن بناء الاستراتيجية الأمنية للجزائر لم يأت من فراغ بل يعكس بحق المستوى العالي من درجة اليقظة والإصرار الدائم اللذين تتمتع بهما القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي بالرغم من التهديدات الامنية التي ما تزال شدتها تتزايد وتتعاظم أكثر فأكثر.
وشدد المتحدث ذاته بأن رسالة الفريق أحمد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الأخيرة التي وجهها لكافة إطارات ومنتسبي الجيش الوطني الشعبي بمناسبة الاحتفال بعيد الفطر المبارك والذكرى 55 لاسترجاع الاستقلال والتي دعا فيها إلى اليقظة والجاهزية العملياتية، تؤكد يقينا بأن الوضع الامني خطير وواقع الحال يفرض على الجزائر تأمين حدودها.
داعش ستتبخر في الشرق الأوسط لتصل إلى الأراضي الليبية والساحل
كما شدد المتحدث نفسه بأن رسالة ڤايد صالح والقيادة العليا للجيش تؤكد بأن هناك قراءة جيدة للأحداث في ظل تبني استراتيجية فعالة في مكافحة الارهاب، خاصة وأن كافة المحاور الحدودية تواجه مخاطر أمنية خطيرة تقتضي التجنيد سيما مع الملف الليبي الذي يشهد مراحل متقدمة من التعقيدات، والأكثر من ذلك سيصبح مسرحا لتصفية الحسابات بين دول الخليج، في إشارة ضمنية إلى تبخر داعش شيئا فشيئا في الشرق الاوسط ومحاولة منها الوصول إلى الاراضي الليبية والصحراء ومنطقة الساحل.
وفي الإطار نفسه ذكر المتحدث بأن الفريق أحمد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الذي أشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي ومناورة بالذخيرة الحية في أفريل المنصرم بولاية إيليزي ثم بعد أقل من شهر عاد وأشرف بالمكان نفسه وفي الناحية العسكرية ذاتها على تمرين آخر دلالة قوية على وجود حراك عالي المستوى يبرز مدى جاهزية وقوة الحس القتالي الذي يتبناه الجيش الوطني الشعبي وقيادته الرشيدة.
على المواطن التحلي بأعلى درجات اليقظة وأن يكون عونا وذخرا للجيش
من جهة أخرى حث المتحدث المواطن الجزائري على التحلي بأعلى درجات اليقظة والجاهزية الذهنية للتصدي لأي أفكار سلبية دخيلة على المجتمع كي يكون عونا لبلده وجيشه في الحرب على الإرهاب وهنا تساءل المتحدث ذاته ” هل فكر أحد منا في رمضان وهو على مائدة الافطار وفي أيام العيد في ذلك الجو المفعم بالمرح والفرح في مصير الجنود (سواء أكانوا جنودا أو صف ضباط أو ضباطا ..) الموجودين في جانت والدبداب وإيليزي وتمنراست وغيرهم من إخوانهم القابظين على الزناد الذين يكابدون قساوة الطبيعة من حرارة الشمس الملتهبة وسط الزوابع الرملية وهم يدافعون على حرمة التراب الوطني ..؟ كما حث المتحدث المواطنين أن يكونوا عونا وذخرا لهذا الجيش خاصة وأن هناك من أبدى استعداده لأنه يضرب جيبه ويقدم حياته للمؤسسة العسكرية التي لها واقع ومكانة تتعدى كينونتها كمؤسسة بل ارتباطها التأريخي المتجذر في أوساط هذا الشعب يحمل أكثر من دلالة.