قال إن الأمر يتطلب توافقا واسعا بين المشاركين… الإبراهيمي ينفي تعيينه رئيسا للندوة الوطنية… الحوار الجماعي سيفرز الشخصية المناسبة التي تقود المرحلة

قال إن الأمر يتطلب توافقا واسعا بين المشاركين… الإبراهيمي ينفي تعيينه رئيسا للندوة الوطنية… الحوار الجماعي سيفرز الشخصية المناسبة التي تقود المرحلة

* الداعين إلى التغيير الشامل وبسرعة قصوى غير واعين بما قد يحصل للبلد

* الندوة الوطنية التوافقية يجب أن تستمر لأطول مدة ممكنة، لحماية الدولة من الانهيار

الجزائر- نفى الدبلوماسي، الأخضر الإبراهيمي، الأربعاء، الأخبار المتداولة، بشأن اختياره رئيسًا للندوة الوطنية، المعنية بمرحلة انتقالية في البلد، مشيرا إلى أن هذا الكلام فارغ.

وفي حوار أجراه مع القناة الثالثة للتلفزيون العمومي، قال الإبراهيمي: إن تعيين رئيس للندوة الوطنية التي أعلن عنها الرئيس بوتفليقة، يتطلب توافقا واسعا بين المشاركين، مشيرا بقوله: “لم يتم تعييني” مؤكدا أنه في خدمة بلده.

وفي تعليقه على الشخصية التي ستقود المرحلة القادمة، أوضح المتحدث أن “الحوار الجماعي سيفرز الشخصية المناسبة التي تقود المرحلة”. وأكد الإبراهيمي بأن “الندوة الوطنية التوافقية يجب أن تستمر لأطول مدة ممكنة، لحماية الدولة من الانهيار”، موضحا في هذا السياق: “الجزائر ستشهد امتحانات بكالوريا والعديد من المسابقات المهمة”.

وشدد المتحدث، بأن الداعين للتغيير الشامل وبسرعة قصوى غير واعين بما قد يحصل للبلد، مؤكدا بأنه يؤيد التغيير لكن بالسرعة الممكنة وليس بالسرعة القصوى.

وردّ الدبلوماسي الجزائري على الأشخاص الذين انتقدوا إمكانية تعيينه رئيسًا للندوة الوطنية بينما يرفع الشباب المتظاهر شعار تسليم المشعل للشباب قائلا: “أنا عجوز أبلغ 85 عامًا، لكن من حقي التعبير عن رأيي في الأوضاع التي تعيشها البلاد، فأنا مواطن جزائري لأن البلد في وضع خطير مثلما قلت يدعو إلى التفاؤل والخوف في  الوقت نفسه”.

وبخصوص الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة، أوضح الأخضر الإبراهيمي بقوله: “لما قابلت الرئيس قلت الحمد لله هو بخير، سألوني هل أنت طبيب؟، لكني جلست مع الرجل وتحدثنا طويلا، صوته منخفض لا يكفي له أن يلقي خطابا على التلفزيون، لكن قواته الذهنية تشتغل مائة بالمائة، صحيح لا يمكنه تحريك رجليه لكنه يحرك يديه، ولأنني صديقه فأنا لا أستحي أمامه من القول، أنا لا أسمعك”.

كما ردّ الإبراهيمي على الاتهامات التي طالته بتزوير الحقيقة عن الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة قائلا: “بوتفليقة زميل وصديق، ولما آتي إلى الجزائر أكلمه، وأحيانا يطلب رؤيتي، ونتبادل الحديث ولم يحدث وأن أرسلوا لي طائرة وطلبوا مني لقاء بوتفليقة”.

وأضاف “اتهامي بتزوير الحقائق، كلام فارغ وغير مسؤول وظلم”، واصفا ذلك بـ”الافتراء والكذب”.

من جهة أخرى، اعتبر الإبراهيمي أن “رحيل كل النظام في لحظة غير ممكن”، معتبرا أن مطلب التغيير الشامل الفوري دعوة للتحطيم، مخاطبا الجزائريين “لا تتركوا ثغرة أمام المتربصين”.

واعترف المبعوث الأممي السابق بوجود “فساد لابد أن يحارب لكن دون تحطيم البلاد”، مضيفا أن “الجزائريين مطالبون بالمضي سريعا نحو الجمهورية الثانية، إلا أن ذلك لا يمكن أن يكون خلال عام واحد فقط”.

ونوه الإبراهيمي بردة فعل الجزائريين الرافضة لأي تدخل أجنبي في الشأن الداخلي، مؤكدا في هذا السياق أن “هذا يُعتبر وعيا، وتجربتي أظهرت أن التدخل الأجنبي من أي جهة كانت لم يأت بالخير في سوريا ولا العراق ولا حتى أفغانستان”.

وأكد الإبراهيمي بأنه “لا يجب تحطيم الدولة الجزائرية، مثلما تم تدميرها في سوريا والعراق وحتى ليبيا”. وكشف الدبلوماسي الأخضر الإبراهيمي، أن الحكومة الجديدة ستشهد تواجد وجوه من المعارضة وكفاءات غير متحزبة لها الكفاءة اللازمة لتسيير المرحلة القادمة.

ودعا المطالبين بتغيير النظام إلى ضرورة التأني والصبر على المكلفين بهذه المهمة، موضحا في هذا السياق: “لا يمكن تغيير هذا النظام بسرعة وإن كان فإن سيناريو العراق سيتكرر لما حل الاحتلال الأمريكي الجيش وتم طرد البعثيين من كل مؤسسات الدولة”. وأكد المتحدث، بأنه “يجب الصبر على التغيير الكلي للنظام، لأنه من غير المعقول طرد الجميع بصفة كلية وشل مؤسسات الدولة”.

 

أمين.ب