قال إنه يحب النهاية المخفقة لبطولات رواياته…. بشير مفتي: “من الصعب على الكاتب أن يتخلص من شخصيات أعماله”

elmaouid

قال الكاتب الروائي، بشير مفتي، إنه من الصعب أن ينفك الكاتب من شخصياته المختلفة في أعماله، مؤكدا أنه قليلا ما يحس بأنه استطاع أن يتخلص من تلك العلاقة التي نسجها مع مختلف شخصيات رواياته، حتى إن كان دورها في الرواية قد انتهى، أو قلّت أهميتها ونسبة تأثيرها في الرواية، أو حتى إذا ما تم القضاء عليها نهائيا بالموت مثلا”.

وأضاف مفتي قائلا: “كنت أظن منذ فترة طويلة، بأن النهاية يجب أن تكون مغلقة، فأنا أحب فكرة الإخفاق في النهاية، إذ يجب أن يخفق البطل في الرواية لا محالة، لا بد أن يموت وينتهي ذكره، فالحياة تنتهي بالموت، وبما أنني أكتب غالبا عن شخصيات شريرة أو سيئة أو تراجيدية، فإن موتها في النهاية يعتبر الوسيلة المثلى للتخلص منها، وأنا أعتقد أن القارئ غالبا يكره بشدة تلك الشخصيات التي تمارس العنف على الآخر، فتقترف السوء، وأشعر شخصيا بالنجاح إذا ما أخبرني قارئ أنه لا يحب بطل روايتي ويكرهه لأنه جبان، أو ضعيف الشخصية، أو لم يستطع تجاوز محنته، ولا أحب البطولات الساذجة والمتوهمة”.

وأردف صاحب رواية “لعبة السعادة”، “أن الشخصيات في الرواية هي تماما مثلنا نحن البشر، فإن جزءً كبيرا من حياتها وحياتنا نخضع فيه أكثر، وقد نغرق بلحظات قوة أو شجاعة قليلة فنواجه ونصمد ونقاتل، قد يحدث هذا بالطبع، ولكن أميل إلى الظن أننا أضعف في النهاية، أننا لا نقاوم كثيرا، ولهذا أرفض صناعة الوهم، لا أحب من نسميهم الأبطال الإيجابيين، فأنا لا أريد تقديم رسالة للقارئ كي يفهم منها أنني أدافع عن قيمة محددة، عليه فقط أن يتفاعل مع الرواية وشخصياتها ويحبها أو يكرهها، فهذا هو الأثر النهائي المطلوب”.

وخلص بشير مفتي إلى “أن بالنسبة لي شخصيا أحب شخصيات رواياتي حتى لو كانت سيئة وتخرج عن النموذج العام، لأنها في غالب الأحيان ترفض أن تكون مجرد صورة مثالية لأحلام البشر الواقعيين، ترفض أن تتنازل عن حقها في أن تكون مثلما لا يريدها الغير، ولهذا تعاطفي معها كبير ونهايتها تزعجني كثيرا، حتى لو كنت أنا من يسيرها ويقرر نوع النهاية”.