قال إنه لم يصدق ما كان يراه… واسيني: بوجدرة أُهين بطريقة بدائية وداعشية وإجرامية

elmaouid

انتقد الروائي الجزائري الكبير واسيني الأعرج بشدة ما حدث للروائي رشيد بوجدرة في إشارة لمقلب الكاميرا الخفية التي أثارت جدلا كبيرا.

وكتب واسيني في يومية “القدس” بعبارات تحمل في طياتها الكثير من الغضب:”لا يعقل أن يهان كاتب كبير من عيار رشيد بوجدرة بطريقة متخلفة وبدائية، بل و”داعشية”، لا تراعي أي شيء في الضيف، لا قيمته، ولا سنه، ولا سلطته الثقافية الكبيرة، في حلقة يفترض أنها ترفيهية، وأي ترفيه؟ بل تدعو إلى الغثيان. ما هذه الرغبات الإجرامية المخزنة في أعماق الناس. كدت أصرخ ولم أتمالك أعصابي: ما هذا البؤس؟ فقد وضع رشيد بوجدرة على حافة مساءلة تكاد تكون إجرامية بل وداعشية،

لأنها تضع حياة شخص على حافة الخطر والقتل المجاني، وهي لا تبالي، إذ أن ما يهم القناة هو جمهور المشاهدين ولا يهم كبش الفداء”.

وتابع ساخطا:”يبدو المشهد وكأننا في محاكمة، من جهة الكاتب ومن الجهة الثانية طاقم الحلقة لا تنقصهم إلا السكاكين الكبيرة التي نراها عادة في أيدي الداعشيين وهم يقدمون ضحاياهم للإعلام العالمي لبث الرعب في قلب المشاهد.

وأضاف بنفس الوتيرة:”أجزم أن الذين حاوروه في حصة رانا حكمناك، لم يقرأوا ولا كتابا واحدا من كتبه، ولا يعرفون عنه إلا حادثة الإلحاد التي حولته إلى طعم سائغ للقتلة. أجبرته يومها على مغادرة بيته والسفر إلى فرنسا وأمريكا”.

واستطرد: “لم أصدق ما كنت أراه وأنا أتابع رشيد وهو يقرّ بالشهادتين، كأنه كافر أو مرتد تاب تحت سطوة الرعب، يعلن أمام ملايين الجزائريين والعرب، أنه مسلم وأنه لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله؟ تخيلت في المشهد الخلفي الذي لم نكن نراه، زمرة داعشية متنكرة في طاقم تليفزيوني. الداعشية ليست سلاحا فقط وسكاكين، ولكنها ذهنية أيضا بنيت على الجهل والضغينة ضد كل ما هو مختلف. العالم العربي يجيش بهذه الأنواع التي لا تنتظر إلا الساعة الصفر لتصبح داعشية بشكل نهائي”.

وبعدما أوضح واسيني أنه في بلدان تحترم نفسها، أشخاص مثل هؤلاء يطردون، قال واسيني:”شيئان كان لرشيد أن يقوم بهما للأسف لم يفعل: أن يرفض الانصياع لرجل الأمن المزيف، ويصر على إنهاء الحصة ومرافقته إلى المخفر. إذا توجب الأمر وأن يرفض المحاورة في الأصل على أساس ديني. فهو في النهاية روائي. كان في إمكانه بهذه الواسطة سحب البساط من تحت أرجل المحاورين له وجرهم إلى ميدانه الأدبي، ووسطه الطبيعي الذي هو الرواية، ليحولهم إلى مسخرة أمام الجمهور الذي سيكتشف جهلهم، وثقل الأمية التي تملأ أدمغتهم”.

وختم الأعرج: “يظنون أن حرية القنوات التي يعيثون فيها فساداً ليل نهار، جاءت هكذا. حرية التعبير تسبقها بالضرورة مسألة احترام الانسان البسيط، فما بالك برجال يشكلون اليوم جزءًا من الذاكرة الجمعية للوطن”.