قدم ياسمينة خضرا نفسه لقراء جريدة “الشرق الأوسط” أنه كاتب جزائري، يكتب بالفرنسية لأنها لغته بالتبني، ولا يشعر فيها بالغربة، وبالنسبة له اللغة ليست تعبيراً عن الهوية، هي أداة العمل التي يفضلها لأنها تمنحه
بكرم شديد إمكانية التعبير فقط لا غير وهو لا يربط لّغة الكتابة بالهّوية، بل عبر اللّغة يطلق العنان لجذوره، فثقافته عربية وبربرية وتكوينه تلقاه في بلده الجزائر. ومهما اختلفت الّلغة فهي لا تغير شيئاً في الذات على حد تعبيره.
وأضاف في ذات السياق: “تلقيت تعليمي باللّغة العربية، وما زلت أكتب بالعربية، لا سيما قصائد حب لزوجتي، ولكنها أبيات شعرية خاصّة وبسيطة لا أجرؤ على عرضها على القارئ العربي. في الحقيقة تمكني من اللغة العربية ليس بالقوة التي تجعلني أستطيع استبدالها بالفرنسية… أود الكتابة بالعربية ولكن لمن؟ قرائي في الهند أكثر عدداً من قرائي في المشرق العربي”.
وتابع موضحا: “اللّغة الفرنسية هي لغة الاحتلال، وهي موروثة عن عقود من الاستعمار. بعد الاستقلال لم يقم حكامنا بما يجب فعله لكي تسترجع اللغة العربية مكانتها وتصبح من جديد لغة أفكارنا وطموحاتنا. العربية لم تكن أبداً موضع اهتمامهم، على العكس من ذاك فقد عومل مثقفونا وفنانونا على أنهم مُحرضون ومُشوشون. كثرة التوجه نحو الثقافة الغربية (الأدب والموسيقى والفن السابع) جعلتنا نذوب في هذه الثقافة. هذا لا يعني أن اللّغة العربية مكبوحة، فهي اليوم أكثر انتشاراً في أوطاننا من الّلغات الأخرى.
وقال في حوار مطول مع الجريدة الصادرة في لندن:”لم أحاول الاختباء إطلاقاً لكني كنت ضابطاً في الجيش أيام كانت بلدي عرضة لحرب شرسة، وكنت خاضعاً للجنة رقابة من طرف الجيش. لكي أستمر في الكتابة كان عليَّ أن أختار طريق السرية: استعملت اسميْ زوجتي (ياسمينة وخضرا) كنوع من الاعتراف بالجميل للمرأة التي ساندتني وشجعتني في مشواري. أنا معجب كثيراً بشجاعة وواقعية المرأة بصفة عامة، والمرأة المسلمة بصفة خاصة”.
وعن رأيه في مسؤولية المثقف العربي عن الوضعية التي آل إليها حال قسم من الشباب وقع في فخ الأصولية قال ياسمينة خضرا: “هناك مثقفون عرب ومسلمون يبذلون قصارى جهدهم من أجل تهدئة النفوس والدفاع عن معتقداتهم الدينية، بينما آخرون يقبلون الخوض في لعبة أعداء الإسلام. للأسف وسائل الإعلام تتجاهل الأولين، بينما يتمتع الآخرون بمنابر مهمة للتعبير عن وجهات نظرهم، بل ويتم الاستشهاد بهم كأنهم البرهان القاطع على الجريمة، الأخطر هو أن قسماً من الحكومات تسمح بهذا وتشجعه”.