الجزائر- وجهت وزيرة التربية الوطنية رسالة إلى التلاميذ والأولياء وموظفي القطاع بخصوص الإضرابات التي يواصلها “الكنابست”، تحمل تطمينات حول اتخاذ تدابير من أجل استمرار دروسهم بشكل عادي، بعد أن أعربت
عن أسفها للوضع الذي آلت إليه المدرسة العمومية، وشددت أن التلاميذ لا يمكنهم دفع ثمن مزايدات نقابية لا تحترم قوانين الجمهورية، قبل أن تخاطب التلاميذ الذين خرجوا إلى الشارع لتؤكد لهم أن صوتهم وصل وستعمل كل شيئ من أجلهم.
وجاء في الرسالة التي تحوز “الموعد اليومي” على نسخة منها “نحن في هذه المرحلة المحورية من السنة الدراسية أردت أن أتوجه بهذه الرسالة لتلاميذي وأوليائهم وموظفي القطاع، قائلة للتلاميذ إنني منشغلة كثيرا بالوضعية المقلقة التي فرضت عليكم، أعي جيدا القلق الذي تشعرون به، أريدكم أن تعلموا أبنائي التلاميذ، أننا بذلنا كل مجهوداتنا حتى نجنبكم هذه الوضعية عقدنا سلسلة من اللقاءات الماراطونية حتى ساعات متأخرة من الليل مع النقابات منها “الكنابست” هذه النقابة التي التقيناها قبل الإضراب “المفتوح”، اجتمعنا مع المنسق الوطني للنقابة الذي كان مرفوقا بأعضاء المكتب الوطني، وقد كان الهدف من هذا اللقاء هو إقناع هذه النقابة بعدم اللجوء إلى الإضراب مع إبقاء أبواب الحوار مفتوحة، ولكن رأيتم ماذا حدث أمام هذا الوضع كان لابد علينا الالتزام بقوانين الجمهورية وواجبنا ضمان التمدرس الهادئ لكم أبنائي التلاميذ.”
التلاميذ لا يمكنهم دفع ثمن مزايدات نقابية لا تحترم قوانين الجمهورية
وأضافت بن غبريط “أعلم أنكم تضررتم كثيرا؛ فمن جهة لم تدرسوا لمدة ومن جهة أخرى كنتم تلاحظون أنكم تتأخرون في الدروس في الوقت الذي كان بعض زملائكم من العائلات ميسورة الحال يتابعون دروسا خصوصية، من الواضح بالنسبة لنا أن التلاميذ لا يمكنهم دفع ثمن مزايدات نقابية لا تحترم قوانين الجمهورية”.
كما قالت للتلاميذ “أريدكم أن تطمئنوا نحن ندرك مدى تأثركم بهذه الوضعية وقد سمعنا لنداءاتكم التي عبرتم من خلالها عن قلقلكم الشديد.. اطمنوا لقد وصلت رسالتكم، كل ما نطلبه منكم أن تواصلوا العمل وأن تواظبوا على الدراسة ونحن من جهتنا نلتزم بتوفير التأطير اللازم لكم مع التأكيد أننا سنأخذ بعين الاعتبار الوضعية المعقدة التي فرضت عليكم.”
وبحسب بن غبريط فإن كل التدابير تم اتخاذها حتى تضمن لهم حقهم الدستوري في التعلم مع الأخذ بعين الاعتبار مبدأ الإنصاف وتكافؤ الفرص، هذا المبدأ الذي تعمل على تجسيده بشكل فعلي في الميدان، بعد أن شددت قائلة “لن يظلم أحد، إن سبب وجودنا هم أنتم وسنبذل كل ما بوسعنا لحمايتكم.”
من ناحية أخرى أرادت بن غبريط طمأنة الاولياء قائلة “إنه ورغم المخاطر التي قدد تتعرض لها المدرسة العمومية المجانية بسبب الاضرابات الطويلة والمتكررة سنعمل بكل ما لدينا من قوة على ضمان استمرارية التعلمات وحماية مصلحة أبنائنا”.
وثمنت الوزيرة كل المجهودات التي يبذلها الاولياء وروح المسؤولية التي تحلوا بها خاصة الفيدرالية الوطنية لجميعات اولياء التلاميذ والجمعية الوطنية لاولياء التلاميذ لمرافقة التلاميذ والعمل الذي قامت به لتحسيس الأساتذة.
ولموظفي القطاع ، قالت بن غبريط “إن وزارة التربية تبذل جهودا كبيرة لحل المشاكل المهنية الاجتماعية التي يمكن حلها وتحسين ظروف عملهم وكذلك تحسين كفاءاتهم المهنية باعتبارها شرطا أساسيا لتحقيق مدرسة الجودة، إن الوضع الذي نعيشه اليوم ندرك أنه أصبح من المستعجل الاهتمام بمسائل جوهرية في تكوين الموظفين “تكوين مستمر وتكوين أولى في المدارس العليا للاساتذة” هي آداب وأخلاقيات مهنة التدريس فيما يخص علاقة الاستاذ بالتلاميذ الذين هم أطفال في وضعية تعلم وقصر وعلاقة الاستاذ بالقوانين التي يجب أن يحترمها كل موظف -تضيف بن غبريط-.
وشكرت في الأخير اعضاء الجماعة التربوية ومنهم الاساتذة الذين يتجندون من أجل حماية المدرسة الجزائرية وضمان تمدرس التلاميذ.