ما تزال حوالي ألف عائلة تقطن بأحياء قصديرية بإحدى المزارع الواقعة ببلدية الشراقة بالعاصمة، تعاني من الظروف المعيشية الكارثية، ما أدى بها إلى مناشدة والي العاصمة عبد القادر زوخ، إدراجها ضمن عمليات الترحيل
التي استفاد منها الآلاف إلى الآن منذ أزيد من أربع سنوات ضمن أكبر عمليات إعادة الإسكان التي تعرفها العاصمة منذ الاستقلال.
وأوضح السكان أنهم تنقلوا إلى هذه المنطقة بداية التسعينيات هربا من الموت الذي تربص بهم وتحملوا معاناة العيش في هذه الظروف المزرية بعدما تخلوا عن منازلهم المنتشرة في عدة أحياء بالعاصمة والتي كانت تحت وقع الفوضى واللاأمن، فما كان منهم إلا أن يرضوا بهذا الوضع الذي استمر على حاله بالرغم من عودة الاستقرار إلى كامل ربوع الوطن دون أن تتدخل السلطات المعنية لانتشالهم من الجحيم وتعويضهم بسكنات الكرامة، مثل باقي العائلات التي تمكنت من ذلك في إطار عمليات الاسكان بالولاية.
وطالب السكان الذين وصفوا أنفسهم بالمهمشين من قبل الولاية، بانتشالهم من الوضع الذي يتواجدون عليه، حيث يشكون ظروفا قاسية لأكثر من عقدين من الزمن متحملين تبعات التعايش تحت الصفيح الذي ترك بصماته على الكثيرين، بعد أن أصيبوا بعدة أمراض على رأسها الربو والحساسية، إضافة إلى أنواع أخرى مرتبطة بالرطوبة منها الروماتيزم الذي أصاب أغلب كبار السن الذين قاوموا برد السنوات الماضية بإمكانيات محدودة وتحمّلوا حرارة شديدة لطالما انتهت بتسممات تعرض لها قاطنو الحي الذين أجبروا على التواجد في هذه المزرعة التي كانت ملجأهم في يوم ما، مستعجلين السلطات إدراج أسمائهم ضمن قوائم العائلات المعنية بعملية الترحيل المقبلة، وانتشالها من الوضع المزري الذي تتخبط فيه، خاصة وأنهم أضحوا أضعف من تحمل هذه المعاناة التي تجاوزت مدتها العقدين، فالعديد من هذه العائلات توجد بهذا الحي منذ سنوات التسعينيات بعدما قدمت إلى هذا الموقع من مختلف مناطق الوطن بسبب الأزمة التي عرفتها الجزائر خلال تلك الفترة، ورغم العديد من المطالب التي رفعوها إلى السلطات المحلية إلا أن طلباتهم هذه لم تلقَ آذانا صاغية ولم تجد القرار الجدي الذي يحوّل الوعود إلى حقائق.