قالت إنها بديل احترافي لنظرة سلبية نمطية للمرأة… فتيحة بوروينة تتحدث عن الشبكة الجزائرية للنساء المهنيات في السينما

elmaouid

تطرقت الكاتبة الصحفية الجزائرية والمنتجة وواحدة من مؤسسات الشبكة الجزائرية للنساء المهنيات في السينما والتلفزيون، فتيحة بوروينة، للحديث عن أهداف هذه الشبكة وظروف الإعلان عن ميلادها، قائلة إنها بديل

احترافي لسينما التنميط وتسليع المرأة، مضيفة أن الشبكة أطلقتها المنتجة السينمائية القديرة سميرة حاج جيلاني المعروفة بعدد من الإنجازات السينمائية الهامة مثل فيلمها “عيسات إيدير” لمخرجه الأردني – الفلسطيني كمال لحام، الذي اشترته 11 قناة عربية، و”ذاكرة الجسد” للمخرج السوري نجدة أنزور الذي تم بيعه لـ 22 قناة عربية، والفيلم التاريخي الذي يجري الاستعداد لإنتاجه وإخراجه “أحمد باي” الذي سيسلط الضوء على جوانب من تاريخ المقاومة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي بداية القرن التاسع عشر لكاتبه السينارسيت رابح ظريف.

وتابعت بوروينة، في حديث خاص لـ “المغرب اليوم”، قائلة إن الشبكة كما هو واضح من التسمية تشمل كل النساء الجزائريات المهنيات في السينما والتلفزيون وكل ما تعلق بمهن السمعي البصري، وجاءت لتسد فراغًا كبيرًا في هذا القطاع الذي يسيطر عليه تاريخيًا الرجال بامتياز مخرجون ومنتجون وسيناريست على وجه التحديد، ولم تتعامل السينما مع قضايا وواقع المرأة الاجتماعي والاقتصادي والسياسي بشكل أكثر قربًا وقوة إلاّ نادرًا جدًا.

وأوضحت الكاتبة الصحفية أن الأفلام التي تحتفي بالنساء المفكرات أو المقاومات أو المناضلات أو الشاعرات أو الأديبات قليلة جدًا مقابل أفلام تستثمر أحيانًا في ضعف المرأة، بل وتلقي بظلالها في توتير العلاقة بينها وبين الرجل بتقديمه خصمها وعدوها، وغاليًا ما تكون المجتمعات العربية نماذج لهذا التناول السينمائي الذي يعتمد على الشيطنة، أي التركيز على الكليشيهات المتجاوزة، من خلال معالجة صدامية متطرفة “الأفلام المشتركة الجزائرية الفرنسية تحديدًا في ما يخص الحالة الجزائرية دومًا”.

وأكدت بوروينة أن الشبكة الجزائرية للنساء المهنيات في السينما والتلفزيون سطرت مجموعة من الأهداف أبرزها المضي قدمًا نحو الاحترافية والتميز يتصدّرها التكوين كهدف أسمى، فضلًا عن استعادة وتفعيل مكانة المرأة الجزائرية وعكس صورتها الفعلية بكل الوسائل من أجل “حذف” كل الصور الزائفة، إلى جانب العمل المشترك مع المؤسسات الشريكة لخلق بيئة قانونية وثقافية ومالية تساهم في بعث السينما والتلفزيون.

ووفقًا للمعطيات التي قدمتها بوروينة، فإن الشبكة تحصي لحد الساعة أزيد من ألف وخمس مائة امرأة تمثل مختلف المهن ذات الصلة بعالم السينما والتلفزيون، ما بين التمثيل والإخراج والإنتاج وكتابة السيناريو والتجميل وإعداد الملابس والسكريبت وما إلى ذلك من التخصصات التي تسهم في النهاية في إنجاز عمل سينمائي أو تلفزيوني متكامل احترافي.

وبالنسبة لأولى مشاريع الشبكة وطموحاتها المستقبلية، بينت بوروينة أن أولى مشاريع الشبكة كان الإعلان خلال الإطلاق الرسمي للشبكة بحضور وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي في سبتمبر، التأسيس لمهرجان دولي يعنى بالمرأة لتسويق منتجاتها وإسماع صوتها في الخارج، وهو المقترح الذي تبنته الوزارة ووعدت بدعمه، حيث يجري حاليًا الإعداد لقائمة الأفلام التي ستنجز تحت هذا العنوان الكبير أي “المهرجان الدولي لسينما المرأة”.

واختتمت بوروينة “أزعم أن السينما امرأة، لأن المرأة هي الحياة، هي الخصوبة بامتياز، ولا حياة بلا خصوبة. أجمل الأفلام التي حفرت بذاكرة الجمعية بطلتها نساء، كانت منى واصف كل “الرسالة” لا العقاد رحمه الله، وكانت الراحلة كلثوم كل “ريح الأوراس” لا حامينة، وكانت الراحلة وردية كل “الطاكسي المخفي” لا بختي، وكانت “لالة عيني” شافية بوذراع كل مسلسل “الحريق ” لا بديع، وكانت بهية راشدي في “امرأتان” كل الفيلم لا عثمان عريوات أو اعمر تريباش.