في أجواء وطنية مفعمة بالفخر والوفاء، انطلقت الخميس من ساحة مقام الشهيد بالعاصمة قافلة الذاكرة الوطنية تحت شعار “ذاكرة الأجيال تأبى النسيان”، وذلك بمشاركة أزيد من 1300 شاب وشابة يمثلون 20 ولاية عبر الوطن، في إطار إحياء الذكرى الثمانين لمجازر 8 ماي 1945 واليوم الوطني للذاكرة.
وحسب بيان صادر عن مصالح ولاية الجزائر، جرت مراسم انطلاق القافلة تحت إشراف والي ولاية الجزائر محمد عبد النور رابحي، وبحضور كل من رئيسة المرصد الوطني للمجتمع المدني ابتسام حملاوي، ورئيس المجلس الشعبي الولائي محمد الحبيب بن بولعيد، إلى جانب عدد من السلطات المحلية وممثلي فعاليات المجتمع المدني. وتأتي هذه المبادرة التي نظمتها مديرية الشباب والرياضة والترفيه لولاية الجزائر، لتجسد التزام الجيل الجديد بواجب حفظ الذاكرة الوطنية، وحرصه على استلهام معاني التضحية والحرية التي صنعتها تضحيات شهداء الوطن، في مواجهة كل محاولات الطمس والتشويه التي تطال التاريخ الوطني. وأكد البيان أن العدد الكبير للمشاركين يعكس تنوع وتماسك المجتمع الجزائري، حيث شكل الشباب القادم من مختلف ربوع الوطن لوحة وطنية موحدة تجسد روح الانتماء، والتفاعل مع رموز التاريخ الوطني والاعتزاز بالهوية الوطنية. وتهدف قافلة الذاكرة إلى تعزيز الوعي التاريخي لدى الشباب، من خلال زيارات ميدانية ولقاءات فكرية وتثقيفية، تسلط الضوء على المحطات المضيئة من كفاح الشعب الجزائري، وعلى رأسها مجازر 8 ماي 1945، التي كانت شرارة الوعي الجماعي بالمقاومة المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي. ويرتقب أن تشمل القافلة محطات وورشات توعوية عبر مواقع تاريخية وأثرية، إلى جانب نشاطات تثقيفية وفنية، تفتح المجال أمام الشباب للتعبير عن ارتباطهم بالذاكرة الجماعية، وإعادة طرحها بأساليب عصرية تكرس ثقافة الاعتزاز بالماضي وتطلعات الحاضر والمستقبل.
إيمان عبروس