طالب قاطنو شاليهات حي “المدينة الجديدة”، بدلس شرق بومرداس، من المسؤول الأول عن البلدية ووالي الولاية بالتدخل العاجل من أجل إدراجهم ضمن الأحياء المستفيدة من عمليات الترحيل في إطار القضاء على الشاليهات الذي يبقى بالنسبة لهم أمرا طال انتظاره منذ سنوات عدة تجاوزت الـ16 سنة.
وفي لقاء جمعنا مع بعض قاطني شاليهات حي “المدينة الجديدة” بدلس شرق بومرداس، أعربوا لنا عن تذمرهم الكبير بسبب الظروف القاسية التي يتخبطون فيها داخل تلك البيوت الجاهزة التي تم ترحيلهم إليها بعد زلزال 2003 الذي ضرب ولاية بومرداس وهم الذين كانوا قد تلقوا وعودا بالترحيل في غضون 18 شهرا إلا أن لا حياة لمن تنادي، منددين بسياسة التهميش والاقصاء إزاء مسؤوليهم الذين في كل مرة يقدمون وعودا بترحيلهم إلى سكنات لائقة غير أنه لا شيء تغير بعد أزيد من 16 سنة كاملة من مكوثهم في تلك الشاليهات.
وما زاد من تذمر هؤلاء السكان افتقار تلك الشاليهات لأدنى المتطلبات الضرورية على غرار منها غياب الغاز الطبيعي ما يؤدي بهم في كل مرة لشراء قارورات غاز البوتان التي أنهكت جيوبهم في ظل الأسعار المرتفعة في فصل الشتاء، حيث تباع بـ450 دج للقارورة الواحدة الأمر الذي أثقل كاهلهم بمصاريف إضافية هم في غنى عنها يدفع ثمنها العائلات ذوي الدخل المتوسط، الماء الشروب يعرف انقطاعات متكررة خاصة في فصل الصيف الأمر الذي يؤدي بهم إلى شراء صهاريج من المياه التي تخضع للمضاربة من قبل التجار الذين يغتنمون فرصة أهمية المادة في فصل الصيف فيرفعون من السعر الذي يصل إلى 1700 دج للصهريج الواحد، إلى جانب انتشار واسع للآفات الاجتماعية التي باتت تهدد حياتهم وحياة الشباب خاصة.
كما تطرق قاطنو شاليهات حي “المدينة الجديدة”، بدلس شرق بومرداس، إلى معاناتهم من مختلف الأمراض التي انتشرت بشكل واسع سببها مادة ”الأمنيونت” المتواجدة بجدران الشاليهات، حيث أصبح الكل يعاني من مرض الحساسية وفي مقدمتها مرض الربو الذي سيطر على مختلف الفئات خاصة منهم الصغار وكبار السن، إلى جانب الحساسية الجلدية التي احتار لأمرها السكان، حيث لم تعد تفيدهم لا الوصفات الطبية ولا العشبية، ناهيك عن الرطوبة التي ساهمت في انتشار مثل هذه الأمراض.
من جهتهم أكد السكان أن فصل الشتاء بالنسبة لهم عبارة عن حياة أخرى، حيث تتسرب إليهم مياه الأمطار عن طريق تلك الجدران الهشة ما يزيد من حجم معاناتهم حيث تجعل لياليهم نهارا الأمر الذي امتعض له السكان الذين يأملون في حياة أفضل على ما هم فيه.
في حين يشهد الحي حالات اعتداءات كثيرة من قبل اللصوص الذين يتهجمون على الشاليهات حتى في عز النهار، بمجرد خروج العائلات من بيوتهم، وما أرق السكان هو أن عمليات السطو تحدث في عز النهار دون تدخل السلطات المعنية من أجل وضع حد لهذه الوضعية الكارثية التي يعيشها قاطني هذه البيوت الجاهزة.
لذلك يأمل قاطنو شاليهات حي “المدينة الجديدة” بدلس شرق بومرداس أن تتدخل السلطات المعنية في القريب العاجل وتبرمج عمليات ترحيل هؤلاء إلى سكنات لائقة تتوفر على كامل مرافق العيش الكريم في إطار القضاء على تلك البيوت الجاهزة التي لا تزال معلقة بولاية بومرداس بدليل بقاءها على الرغم من مرور أزيد من 16 سنة من إسكان العائلات فيها بعد الزلزال الذي ضرب بومرداس في 21 ماي 2003.
أيمن.ف