أعاد المتضرّرون من المساكن الهشة بالعمارات القديمة بأحياء حسين داي بالعاصمة مطلبهم إلى واجهة الأحداث، في أعقاب الحادث المأساوي الذي أصاب عائلة بالقصبة السفلى بعد انهيار طوابق العمارة على رؤوس أفرادها الخمسة، وطالبوا بإنقاذ حياتهم من المصير ذاته بالنظر إلى التهديدات المتربصة بهم بين الفينة والأخرى مع الانهيارات الجزئية لجدرانها وشرفاتها وحتى أسقفها سيما عند تساقط الأمطار وهبوب الرياح القوية وغيرها. وأعابوا على السلطات إيلائها أهمية للجانب الجمالي على حساب سلامة مواطنيها، إذ عمدت إلى إعادة تهيئة عدد من العمارات الجيدة والقيام بطلاء واجهاتها قبل التطرق إلى مشكلة عماراتهم التي أكل عليها الدهر وشرب، وأضحت أكبر انشغال لديهم، واستعجل المتضررون تضمين أسمائهم في القوائم المعنية بعملية الترحيل لتفادي الهلاك، موضحين أنهم يقطنون بيوتا منتهية الصلاحية، بسبب الهشاشة التي باتت عليها الأخيرة، بعد أن تم تصنيفها في الخانة الحمراء، ما جعلهم يعيشون في حالة من الخوف والذعر بسبب الانهيارات الجزئية للشرفات والأسقف، الأمر الذي جعل العديد من السكان يطالبون بضرورة ترحيلهم إلى سكنات لائقة، بعد أن تحولت حياتهم إلى مشهد رعب أرق حياتهم ليل نهار، مشيرين إلى أن عدة عمارات باتت تشكل خطرا على حياة قاطنيها، بسبب اهترائها وقدمها، خاصة وأن معظمها تعود إلى الحقبة الاستعمارية، ما نتج عنه ظهور تشققات وتصدعات على مستوى جدران العمارات، وكذا تآكل الأسطح والشرفات والتي بات بعضها غير آمن بعد أن تكشفت منها أعمدة الحديد، بسبب الرطوبة العالية التي غيرت حتى لون طلاء الجدران بها.
في سياق متصل، أعاب السكان على السلطات المعنية اتخاذها قرارات غير منصفة لهم، منها إعادة تهيئة العمارات التي تعد في وضعية جيدة مقارنة مع التي يقطنونها، سيما عمارات حي عميروش والبحر والشمس، في وقت يواجهون فيه الموت وأوضحوا أنه من المفروض التكفل بالعائلات، التي تقطن بالعمارات المتضررة من خلال ترميم عماراتهم أو ترحيلهم عوض طلاء العمارات التي تعد في حالة جيدة، مضيفين أن الشكاوى والنداءات التي تقدم بها السكان لم تلق إلى الآن الآذان الصاغية، من قبل السلطات المعنية في انتظار التحرك الفعلي لتسوية الانشغال قبل حلول الكارثة.
إسراء. أ
