يعيش قاطنو الحي القصديري “اللوز” بخميس الخشنة غرب بومرداس في بيوت مهترئة انتهت صلاحيتها منذ سنوات، الأمر الذي حول حياتهم إلى جحيم حقيقي لا يطاق، أين ينتظر هؤلاء التفاتة سريعة وجدية من قبل الجهات المسؤولة بمن فيها والي ولاية بومرداس من أجل النظر إليهم وإلى وضعيتهم وكذلك إلى سكناتهم التي أضحت غير صالحة لإسكان البشر فيها، عن طريق ترحيلهم إلى سكنات لائقة، وهو الحلم الذي بات أملهم الوحيد منذ سنوات عدة.
“الموعد اليومي” كانت لها زيارة الى الحي القصديري “اللوز” بخميس الخشنة بطلب من سكانها من أجل إيصال معاناتهم للجهات المسؤولة لعل ذلك سيغير حياتهم وبالتالي تلتفت إليهم، أين وقفت على حجم المعاناة الكبيرة التي يعيشها القاطنون في ظل الاهتراء الكبير الذي تشهده سكناتهم التي لم تعد تصلح للمبيت فيها نظرا لتصدعها وتشقق جدرانها التي لم تعد تستطيع تحمل كل العوامل الطبيعية، الأمر الذي يتطلب تدخلا سريعا للجهات المعنية من أجل ترحيلهم.
وقد أكد لنا قاطنو الحي القصديري “اللوز” بخميس الخشنة في لقائنا بهم أنهم بالرغم من النداءات المتكررة التي أطلقوها في العديد من المرات للجهات المعنية محاولين بذلك لفت انتباهها والوقوف على حجم معاناتهم، إلا أن مطلبهم لم يجد سوى وعود لم تجسد على أرض الواقع بدليل بقاءهم في تلك البيوت الهشة منذ أزيد من 20 سنة.
مضيفين أنهم يعيشون في وضعية أقل ما يقال عنها إنها مزرية في بيوت تم إنشاؤها بطريقة فوضوية منذ سنوات عدة من دون تدخل المسؤولين لترحيلهم الى سكنات لائقة، ليجدوا أنفسهم أمام معاناة حقيقية خاصة وأن البيوت التي يقطنونها أضحت في درجة جد متقدمة من التدهور، ناهيك عن الرطوبة العالية التي تحاصرهم في كل مكان والتي باتت تشكل خطرا على صحتهم لاسيما منهم مرضى الحساسية والأمراض الصدرية، إلى جانب الحرارة الشديدة في فصل الصيف خاصة أن أسقف البيوت التي يقطنونها من مادة الزنك والحديد.
كما تطرق قاطنو الحي الفوضوي “اللوز” الى نقائص أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها على غرار انعدام شبكة الصرف الصحي التي اعتبرها القاطنون من أهم المشاكل التي تحاصرهم بالنظر إلى أهميتها في التخلص من المياه القذرة، حيث يضطرون لصرفها بطريقة عشوائية، الأمر الذي قد ينجم عنه أمراض وأوبئة خطيرة، إضافة إلى انتشار الحشرات الضارة، هذا الى جانب غياب شبكة الغاز الطبيعي بسكناتهم ما يضطرهم الى البحث عن قوارير غاز البوتان التي تعد من الضروريات الأساسية في حياتهم اليومية خاصة في فصل الشتاء لاستعمالها للتدفئة، ناهيك عن حالة الطرقات المزرية التي تتحول إلى برك مائية وأوحال عند كل تساقط للأمطار، في حين صيفا فإن الغبار المتطاير هو سيد يومياتهم ما يعرضهم لأمراض خاصة ذوي الحساسية والربو.
مشاكل سكان الحي القصديري “اللوز” متواصلة مع تسرب مياه الأمطار الى سكناتهم ما يجعلهم في فصل الشتاء يعيشون جحيما كبيرا، هذا إلى جانب انتشار النفايات على حواف طرقات الحي ما حوله الى مفرغة عمومية تشمئز منها النفوس وتنفر الزوار اليه.
وعليه يطالب قاطنو الحي القصديري “اللوز” بخميس الخشنة غرب بومرداس المسؤول الأول عن البلدية ووالي الولاية بالتدخل العاجل من أجل ترحيلهم إلى سكنات لائقة تضمن لهم حياة كريمة، وبالتالي تنهي الجحيم الذي هم فيه منذ أزيد من 20 سنة.
أيمن. ف