طالبت العائلات القاطنة بالحي الفوضوي “الشاطو” بزموري غرب بومرداس المسؤول الأول عن البلدية وكذا والي الولاية السيد “يحيى يحياتن” بالتدخل العاجل والسريع من أجل ترحيلهم إلى سكنات لائقة حتى تنهي معاناة دامت سنوات عديدة في تلك البيوت التي اهترأت بالكامل ولم تعد صالحة للإسكان فيها، ناهيك عن الظروف القاسية التي يعيشونها بسبب غياب فيها كل متطلبات العيش الكريم من ماء وغاز وكهرباء وحتى قنوات الصرف الصحي.
أطلق قاطنو الحي الفوضوي “الشاطو” بزموري عن طريق جريدة “الموعد اليومي” نداء استغاثة للسلطات الولائية وعلى رأسها والي ولاية بومرداس السيد “يحيى يحياتن”، قصد التدخل العاجل لانتشالهم من الجحيم الذي هم فيه منذ سنوات عدة في بيوت أكل عليها الدهر وشرب في ظل اهترائها بالكامل ولم تعد صالحة لمبيت حتى الحيوانات فيها، فما بالك بالبشر، الأمر الذي يتطلب التفاتة سريعة لهؤلاء من أجل ادراجهم ضمن الأحياء المستفيدة من عمليات الترحيل التي ستطلقها ولاية بومرداس قريبا في إطار القضاء على البيوت القصديرية
والهشة.
وفي لقائنا مع بعض قاطني الحي القصديري “الشاطو” بزموري غرب بومرداس أكدوا لنا أنهم يعيشون معاناة حقيقية وجحيما كبيرا في سكناتهم التي تعرف اهتراء كبيرا لأنها مبنية بـ “البربان” والحديد الذي ظهرت عليه علامات الصدأ، الأمر الذي يعرضهم في كل مرة للخطر سواء في فصل الصيف في ظل تحول بيوتهم إلى أفران لا يستطيعون حتى الجلوس فيها لساعات إن لم نقل لدقائق، أما في فصل الشتاء فتتحول إلى ثلاجات تعرضهم لأمراض خاصة منهم الأطفال وكبار السن الذين لا يستطيعون تحمل هذه الظروف القاسية.
هذا إلى جانب معاناة سكان البيوت الهشة بالحي الفوضوي “الشاطو” بزموري من غياب كل متطلبات الحياة الكريمة فيها، ما يجعل يومياتهم تنصب حول البحث عنها وفي مقدمتها الماء الشروب الذي يغيب بحنفياتهم ما يؤدي بهم إلى شراء صهاريج من المياه التي أثقلت كاهلهم وأفرغت جيوبهم في ظل أسعارها المرتفعة باعتبارها تخضع للمضاربة من قبل التجار، أين تصل حتى في عز فصل الشتاء إلى 4000 دج، وهو ما لا يتناسب مع القدرة الشرائية لجميع العائلات القاطنة بهذا الحي الفوضوي خاصة مع غلاء المعيشة، وهو ما يؤدي بهم إلى الاستنجاد بالآبار لاستعماله للغسيل والطبخ وحتى الشرب.
غير أن ما عمق من معاناتهم أكثر هو انعدام الغاز الطبيعي، خاصة في فصل الشتاء، حيث يضطرون إلى شراء قوارير البوتان التي تعرف ارتفاعا في السعر وندرة حادة بالحي على حد سواء، الأمر الذي يؤدي بهم إلى البحث عنها بالتنقل حتى إلى الأحياء المجاورة وفي غالب الأحيان إلى وسط بلدية زموري وحتى إلى البلديات الأخرى من أجل الحصول عليها، هذا إلى جانب غياب الكهرباء التي تم ربطهم بها بطريقة عشوائية وهو خطر يحدق بهم في كل مرة بسبب الشرارات الكهربائية التي تحدث بين الحين والآخر، الأمر الذي يتخوف منه القاطنون الذين يحلمون بالكهرباء ببيوتهم بتوصيلها إليهم بطريقة سليمة حتى تنهي المعاناة التي يعيشونها في كل مرة، ناهيك عن غياب الإنارة العمومية بالحي، الأمر الذي يجعلهم يقبعون في منازلهم بمجرد هبوط أولى خيوط الليل خوفا على حياتهم وأملاكهم في ظل الانتشار الكبير للصوص الذين حولوا الحي إلى مسرح للقيام بمختلف الأعمال الإجرامية، الأمر الذي حول حياة السكان الى جحيم حقيقي لا يطاق.
وأضاف سكان الحي أنهم يتمنون إنهاء معاناتهم بترحيلهم من تلك البيوت الهشة والقصديرية التي يقطنونها منذ سنوات، والتي تتميز بالرطوبة، حيث انعكست سلبا على الكثير منهم صغارا وكبارا، بسبب إصابتهم بأمراض تنفسية وصدرية على غرار الربو والحساسية، ناهيك عن غياب قنوات الصرف الصحي، ووجود قنوات التصريف بجانب المنازل، مما تسبب في انتشار الروائح الكريهة وتشكل مستنقعات من المياه الملوثة في عين المكان ما يعرضهم لأمراض خطيرة متنقلة عبرها في عز انتشار جائحة “كورونا”.
لذلك، ما يزال قاطنو الحي الفوضوي “الشاطو” بزموري غرب بومرداس ينتظرون التفاتة سريعة وجدية من المسؤول الأول عن الولاية السيد “يحيى يحياتن” من أجل التدخل لترحيلهم إلى سكنات لائقة تنهي تلك المعاناة التي يعيشونها منذ سنوات عديدة.
أيمن. ف