في ندوة حول مساهمة الجزائر في تصفيته من القارة

قادة إفريقيا ممتنون للجزائر لمساهمتهما في دحر الاستعمار

قادة إفريقيا ممتنون للجزائر لمساهمتهما في دحر الاستعمار

شارك قادة ومسؤولون سابقون لدول إفريقية، الإثنين، بالجزائر العاصمة، في ندوة حول مساهمة الجزائر في تصفية الاستعمار في إفريقيا والصحوة الإفريقية، بحضور وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، وعدد من ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر.

وفي مداخلته، أكد الرئيس السابق للموزمبيق، جواكيوم ألبرت شيسانو، أن تاريخ الفاتح نوفمبر 1954 مفعم بالرمزيات ليس للجزائر فحسب بل لإفريقيا برمتها وأضاف أن الأفارقة ممتنون للغاية وفخورون بأبطال الجزائر التي بينت لإفريقيا السبيل الذي تسلكه للتحرر من الاستعمار ونظام الفصل العنصري. وأوضح أن موضوع هذه الندوة سيتيح للأجيال الجديدة الاطلاع على مساهمة الجزائر الكبيرة في صحوة الضمائر للاهتداء لأمثل السبل الواجب اتباعها لتحقيق الحرية وأكد على الدور الذي لعبته الجزائر في استقلال بلاده الذي كان يرزخ تحت نير الاستعمار البرتغالي، وقال أن 250 مقاتل الأوائل الذين شاركوا في اندلاع الكفاح من أجل تحرير الموزمبيق في 25 سبتمبر 1964 تلقوا تدريبهم في الجزائر وأضاف أنه فضلا عن الدعم العسكري واللوجستيكي والمالي للكفاح في سبيل التحرير، استفاد الموزمبيق من الدعم الدبلوماسي والسياسي للجزائر. وأكد أن الدبلوماسية الجزائرية، أصبحت صوت إفريقيا في الاجتماعات الدولية، لا سيما في الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية وحركة عدم الانحياز. وشدد على أن الجزائر لطالما كانت متشبثة بالوحدة الإفريقية وترقية وحماية مصالح إفريقيا في العالم، مذكرا أن الدبلوماسية الجزائرية كانت ناشطة للغاية على الساحة الدولية منددة بالاستعمار في إفريقيا وساعية لحشد الدعم لصالح تقرير المصير للشعوب الإفريقية. ومن جهته، أشار الوزير السنغالي السابق، أبدولاي باتيلي، أن السنغاليين تشربوا معاني الشهامة من الشعب الجزائري، مشيرا إلى أن الكفاح في سبيل الاستقلال الجزائر كان حدثا مهما تاريخيا في العالم وأوضح أن الفاتح نوفمبر كان عنصرا مهما في تسلسل الأحداث المهمة ما قبل الحرب عندما أدركت الشعوب بعد هزيمة ألمانيا النازية بقوتها التاريخية، مؤكدا الحرب التي خاضها الشعب الجزائري خلق وعيا سياسيا في إفريقيا. وأعرب بشكل خاص عن إعجابه بالمفاوضات التي أجراها الجزائريون في إطار اتفاقيات إيفيان التي أدت إلى استقلال الجزائر وقال إن نموذج المفاوضات التي أجريت في إيفيان كان له تأثير مهم للغاية على مسار تصفية الاستعمار (في إفريقيا)، وقد جعل هذا النموذج من الكفاح المسلح والمفاوضات المُنتصرة، الرئيس السابق للمجلس السنغالي يقول إن هذا الكفاح هو الأصل في نموذج لأكبر هزيمة للاستعمار الفرنسي في القارة الافريقية واعتبر المؤرخ والجامعي السنغالي، أن الجزائر كانت بلا شك معسكرا لنضالات التحرر الوطني في إفريقيا، ليس فقط لجميع نضالات التحرر المسلحة ولكن أيضًا لمؤيدي تصفية حقيقية للاستعمار. من جهته أكد مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف الوطني وملف الذاكرة، عبد المجيد شيخي، أن الجزائر منذ بداية حركتها الوطنية أشادت دائما بالوحدة العربية والوحدة الإفريقية وأشار إلى أن جبهة التحرير الوطني فكرت أن إفريقيا لم تكن حصننا الخلفي بل هي المجال الذي انخرطت فيه الحركة الوطنية لمواجهة الاستعمار الفرنسي.

محمد.د