حاله كحال عدد كبير من الفنانين الفرنسيين، اختار مغني الراي جزائري الأصل فُضيل دعم الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، خلال الانتخابات الرئاسية عام 2007، لكن الثمن الذي دفعه الفنان الشهير نتيجة دعمه هذا كان باهضاً.
خلال استضافته في برنامج Complément d’enquête على القناة الفرنسية الثانية، عاد الفنان بالذاكرة إلى فترة دعم الرئيس السابق وكيف غيّر هذا الموقف حياته.
عام 2007 كان فضيل في قمة تألقه، كأحد أبرز نجوم الراي حول العالم، منافساً رشيد طه والشاب خالد، وتحوّلت وقتها أغنيته الشهيرة Mon Pays التي احتلت المرتبة الأولى من حيث المبيعات إلى نشيد رسمي لحملة ساركوزي.
على الرغم من أنه لم يكن الشخص الوحيد الذي تعامل علناً مع الرئيس السابق، إلا أن الفنان دخل في مرحلة كئيبة من حياته نتيجة لهذا القرار السياسي.
إذ في البرنامج قال فُضيل إنّ تلك المرحلة الصعبة من حياته “كانت سيئة للغاية، تلقيت تهديدات ورسائل مجهولة، فقدت كل شيء، وابني تعرّض للاعتداء مرات عدة نتيجة لموقفي”.
وكان لقراره كذلك تأثير على حياته الفنية، إذ انخفضت مبيعات أعماله بشكل كبير، ليعيش بعدها فترة من الوحدة والاكتئاب. وأمام هذا الواقع الجديد غادر فرنسا، متوجهاً إلى المغرب الذي حصل على جنسيته عام 2011 قبل أن ينطلق في مسلسل الانبطاح للملك في مشاهد لا تشرفه.
خلال البرنامج نفسه شرح المنتج باسكال نيغر، الذي عمل مع عدد كبير من النجوم، بينهم فضيل، أنّ سبب انهيار المبيعات وارتفاع موجة الكراهية ضد الفنان جزائري الأصل هو أنّ جمهوره الأساسي الذي يدعمه ويستمع إلى أغانيه لا يصوّت لساركوزي.
فالرئيس الفرنسي السابق شخصية مثيرة للجدل، قبل وأثناء وبعد حكم فرنسا. وبعد مغادرته السلطة، أدين، في مارس الماضي، من قبل القضاء الفرنسي، بتهم الفساد واستغلال النفوذ، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، بينها اثنتان مع وقف التنفيذ.
وحتى قبل بلوغ سدة الحكم في فرنسا، أثار الجدل كوزير للداخلية، عندما وصف أبناء الضواحي بـ “الحثالة”، ودعا إلى “تنظيف صناعي لتلك المناطق”.
يقول فضيل إنه لم يلتفت إلى تصريحات نيكولا ساركوزي حول الضواحي، بل كان مصدقاً لوعوده السياسية، لكنه عاد ليؤكد أنه يشعر بالأسف الآن. وقال في اللقاء ” أعتذر. لم يكن عليّ أن أكون معه لأنّ ذلك ليس مكاني”.
ق/ث