لازال الفنان في الجزائر يعاني في صمت ومن “كي كان حي مشتاق ثمرة وكي مات علقولوا عرجون”، تحتفل الأسرة الفنية في الثامن جوان من كل سنة بعيدها الوطني في ظل ظروف تعكس المعيشة المزرية التي
يتخبط فيها الفنان الأصيل خاصة في السنوات الأخيرة، أين اكتسحت الساحة الفنية العديد من الأسماء الدخيلة عن الفن والتي تتحكم في زمام الفضاء الفني والمنتمين إليه. وفي هذا الموضوع تحدث بعض الفنانين عن واقعهم المر الذي يزداد تدهورا مع مرور الوقت في ظل تجاهل السلطات المعنية للقطاع الثقافي.
نادية بن يوسف: بأي حال عدت يا عيد

ظروف الفنان المزرية متواصلة مع مرور الوقت رغم أننا نددنا في مختلف المناسبات بهذه الوضعية الكارثية، لكن لا حياة لمن تنادي، وما يؤسف له حقا في هذا المجال أن الساحة امتلأت بالدخلاء الذين يملكون المال ودخلوا الميدان الفني بمالهم وليس بموهبتهم، فبأي حال عدت يا عيد وظروف الفنان لا يحسد عليها.
نوال زعتر: نعاني في صمت

لم يتغير الكثير في حياة الفنانين في بلادنا، ولازال الفنان يعاني من الظروف المعيشية القاسية مع التجاهل التام للسلطات المعنية بالشأن الثقافي لهذه الأوضاع، بدليل أن الفنانة القديرة صونيا عانت كثيرا على فراش المرض قبل وفاتها دون تدخل المسؤولين عن القطاع لعلاجها، واليوم في غيابها ستكرم في عيد الفنان، ولازال الفنان للأسف “كي كان حي مشتاق تمرة وكي مات علقولوا عرجون”.
بوعلام بوقاسم: الفنان الحقيقي مهمش في الجزائر

يؤسفني جدا أن أقول إن حال الفنان في الجزائر مزري للغاية بدليل أن الفنان الحقيقي الذي يبدع في أعماله الفنية ويقدم فنا هادفا يخدم به مجتمعه مهمش على الدوام، على عكس الدخلاء الذين يحظون بالاهتمام وتقدم لهم كل التسهيلات للعمل، ودائما يتم التعامل مع نفس الأسماء. ولازال الفنان الحقيقي إلى يومنا هذا يتألم لوحده في الأوقات الصعبة بدليل الموت في صمت لأغلب الفنانين دون تدخل المسؤولين عن القطاع لمساعدتهم على تخطي الصعاب.
حسان كركاش: التشهير لأناس لا علاقة لهم بالفن

الفن في الجزائر يعيش أزمة حقيقية لأن الفنان الحقيقي اليوم يعيش التهميش والتشهير بأناس لا علاقة لهم بالفن.
ويؤسفني القول أيضا إن الأزمة الحقيقية التي يعرفها الفن في الجزائر تكمن في عدم الاعتراف بالمبدع الحقيقي وبالعمل الإبداعي بدليل أن وزير الاتصال انتقد الأعمال الفنية التي تعرض عبر مختلف القنوات التلفزيونية خلال شهر رمضان ووصفها بالخالية من الإبداع، وتأسف لهذا الوضع كثيرا.
وعن التكريم الذي سيخصص للفنانين الراحلين صونيا ومحمود بلوفة والقديرة نوارة في اليوم الوطني للفنان، فأقول “كي كان حي مشتاق تمرة وكي مات علقولو عرجون”.
جمال بوناب: الساحة الفنية بحاجة إلى تطهير

إن الوضع المزري الذي نعيشه اليوم فنيا يكمن في تهميش المبدعين الحقيقيين في مجال الفن، وتشجيع الدخلاء، ولهذا فنحن الآن بحاجة إلى تدخل المسؤولين عن القطاع لتطهير الساحة الفنية من الأسماء الدخيلة التي تحظى بأغلب المشاريع الفنية، والعمل على إعادة الاعتبار للأسماء الفنية المبدعة التي شرفت الفن الجزائري داخل وخارج الوطن أكثر من حاجتنا إلى يوم نحتفل به بالفنان.
عايدة كشود: التهميش مستمر

إن الفنان في الجزائر لا يعطى له حقه فنيا وماديا خاصة في ظل سياسة التقشف التي تعيشها الجزائر في السنوات الأخيرة، والتي سمحت للدخلاء باكتساح الساحة الفنية بقوة، والتعامل مع الدخلاء مثلهم وتهميش المبدعين الحقيقيين والمحترفين، ولذا أرى أن الفنان اليوم يحتاج إلى قانون يحميه ويدافع عن حقوقه أكثر من تخصيص له عيد.
كريمة الصغيرة: منطق مقلوب

عندما يتحدثون عن عيد الفنان أصاب بالخجل، لأنه من غير المعقول أن يكون هناك عيد للفنان ولا ينظر القائمون على الشأن الثقافي والفني لمشاكل الفنان، والعمل على حلها، وتصوري أن هناك بعض الفنانين وضعت أسماؤهم في القائمة السوداء لأنهم قالوا كلمة حق ورفضوا العمل في ظروف غير مناسبة، وعلى المسؤولين عن الثقافة عندنا أن يعيدوا تنظيم بيت الثقافة، فهي بحاجة إلى إعادة النظر في تسيير العديد من الأمور الثقافية والفنية، ولابد من سن قانون يحمي الفنان المبدع والحقيقي، لأن ظروف أغلب الفنانين حاليا مزرية خاصة الفنان الأصيل، ومن الضروري حل هذه الأزمات أكثر من إحياء وتخصيص عيد للفنان.