عندما عاد لاعبو إنجلترا للتدريبات، صباح الخميس، في مقرهم في سان جورج بارك، لم يكن هناك شك في أن الفريق شعر ببهجة الاحتفالات الصاخبة عقب الفوز على الدانمارك في قبل نهائي بطولة أوروبا لكرة القدم في ملعب ويمبلي. ولكن في الوقت الذي كان يتم فيه إزالة آثار الاحتفالات الصاخبة بالتأهل للنهائي حتى الساعات الأولى من صباح الجمعة، ستواجه إنجلترا اختبارا أكثر صعوبة.
وقال كريس وادل جناح إنجلترا السابق والمحلل في محطة راديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) “عاد الفريق للواقع. علينا الاستعداد الآن لمواجهة أحد أكثر الفرق خبرة في كرة القدم العالمية، مواجهة إيطاليا ستكون مواجهة أصعب”. ولم يخسر فريق المدرب روبرتو مانشيني في 33 مباراة، وبلغ النهائي عقب فوزه بركلات الترجيح على إسبانيا في قبل النهائي. وهذه ثاني مرة تظهر فيها إنجلترا في نهائي بطولة كبرى، لكنها العاشرة لإيطاليا.
بالنسبة للنقاد واللاعبين السابقين الذين لم يتأهلوا إلى نهائي بطولات أوروبا أو كأس العالم خلال مسيرتهم، والجماهير الإنجليزية التي عانت طويلا، تبدو الفرحة واضحة بعد إنهاء 55 عاما من الانتظار.
لكن أحد أكثر العبارات التي يستخدمها المدرب غاريث ساوثغيت خلال هذه البطولة كانت ضرورة أن يصنع “اللاعبون تاريخهم الخاص” وعدم الشعور بأعباء الماضي.
ووسط ذروة الاحتفالات، عاد ساوثغيت لتركيزه مرة أخرى. وقال “يجب الفوز بالمباريات النهائية. سنستعيد تركيزنا ونستعد بالشكل المناسب. علينا التعافي فقد تطلب الأمر الكثير من المجهود البدني والذهني. إيطاليا تعرضت لذلك لكنها تملك يوما إضافيا للتعافي”.
وأضاف “إيطاليا فريق قوي للغاية. فكرت في ذلك في آخر عامين. إنها تقدم أداء مذهلا وتملك مقاتلين في الدفاع مروا بكل شيء”.
من جهته، أكد ماركو فيراتي، لاعب وسط إيطاليا، أن الفوز على إنجلترا في ويمبلي سيكون حلما تحول إلى حقيقة. وقال: “شاهدنا المباراة أمام الدانمارك وكانت إنجلترا في غاية القوة، وتملك لاعبين من أصحاب المهارات الفنية العالية”.
وشدد ليوناردو بونوتشي مدافع إيطاليا أن فريقه ليس خائفا من المساندة الجماهيرية المنتظرة لإنجلترا على ملعب ويمبلي في لندن.
وقال لاعب جوفنتوس إن إيطاليا جاهزة لتقديم مباراة قوية ضد مضيفتها إنجلترا في اللقاء المرتقب. وصرح بونوتشي في مؤتمر صحفي “اللعب في ملعبهم لا يخيفنا. نفكر فقط في لعب كرة القدم والاستمتاع. سيكون في الملعب أفضل استعراض للكرة الأوروبية والعالمية من إيطاليا وإنجلترا والحكام”. وواصل “جاهزون رغم أن أغلب الجمهور سيكون إنجليزيا. نريد كتابة التاريخ، تقديم أداء رائع وسنرى كيف ستنتهي المباراة”.
وعن مواجهة هاري كين قائد إنجلترا وهدافها، علق بونوتشي مبتسما “الصغار أمام الكبار”، في إشارة لفارق السن بين الأول وبين مدافعي إيطاليا.
وأضاف “لن نكتشف كين الآن، يواصل تقديم أشياء جيدة مع توتنهام وإنجلترا. في آخر 3 لقاءات كنا محظوظين بمواجهة أفضل المهاجمين في العالم (روميلو لوكاكو وألفارو موراتا وكين)، هذا حافز إضافي حتى لا نستقبل أهدافا”.
وأردف “لديهم مهاجم قوي جدا، علينا الحذر، في الدفاع وكفريق بأكمله. نعرف الصعوبات التي قد يسببونها لنا، وعلينا الحذر من سرعتهم”.
وأشاد بونوتشي بمدربه روبرتو مانشيني قائلا: “دافعنا بشكل جيد منذ البداية. كلنا شعرنا بالرغبة في أن نبدأ مشوارا جديدا. عمل على الجانب الذهني، أعاد لنا الثقة بالنفس، الحماس، وتقدير الذات. تأجيل البطولة لمدة عام نفعنا. في هذه السنة اكتسبنا خبرة، وهذا أتاح لنا الوجود هنا وأن نؤمن بقدرتنا في تحقيق شيء بدا بعيدا جدا منذ 3 سنوات”. وأتم “الماضي يبقى ماضيا. جاهزون لمعركة الأحد”.
ويرى أنطونيو كونتي المدير الفني السابق لفريق انتر ميلان الإيطالي أن المنتخب الإنجليزي لديه نقاط ضعف ظهرت خلال لقاءاته في أمم أوروبا رغم وصوله النهائي أمام إيطاليا.
وقال كونتي إن إنجلترا لا تجيد اللعب والتحضير من الخلف للأمام والخروج بالكرة بالشكل المثالي وفي حالة الضغط المتقدم من المنتخب الايطالي على دفاعات إنجلترا، سيحرزون الأهداف.