في موسم يعد الأسوأ في تاريخ الركح الجزائري.. كورونا يصيب جسد الفن الرابع بالوهن

في موسم يعد الأسوأ في تاريخ الركح الجزائري.. كورونا يصيب جسد الفن الرابع بالوهن

لا يختلف اثنان من المهتمين بالشأن الثقافي حول إصابة الفن الرابع بالوهن الكبير بسبب جائحة كورونا التي أغلقت أبواب المسارح ومنعت الفنانين من الابداع فوق ركوح بدت طيلة عام كامل موحشة ماعدا بعض التظاهرات تعد على أصابع اليد الواحدة جلها كان افتراضيا، فيما حالف الحظ عددا من المسرحيات في مهرجانات عربية في موسم يعتبر الأسوأ في تاريخ الركح الجزائري.

وبالرغم من إعادة فتح الفضاءات الثقافية بداية من شهر جانفي المنصرم بعد قرابة عام من الغلق على غرار المسارح وقاعات السينما، عاد القطاع الثقافي إلى نشاط محدود وهو ما يفسر “تراجع” عدد الإنتاجات المسرحية من طرف المؤسسات المسرحية على المستوى الوطني التي ألزمت بالتقليص إلى نصف سعة استقبالها للجمهور.

ورغم تسجيل خلال ذات الفترة برمجة عديد التظاهرات المسرحية على المستوى الوطني، غير أن الجمهور الذي عاد من جديد إلى قاعات العروض شهر مارس، لم يحظ إلا بعدد قليل من الإنتاجات الجديدة المدرجة برسم سنة 2021.

وفي هذا الإطار، أشار المدير الفني للمسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي، جمال قرمي إلى أن “الحركة المسرحية عبر العالم تأثرت بالانعكاسات الناجمة عن الإغلاق والقيود الخاصة بالتنقل والتجمهر المرتبطة بتفشي فيروس كورونا”، مبرزا أن الجائحة فرضت على المسرح الوطني “التوجه لبرمجة أنشطة افتراضية” بغية الحفاظ على “ديمومة الحياة الثقافية” عن بعد عبر الأنترنت لعروض مسرحية تم انتاجها سابقا منها “طرشاقة” للمخرج أحمد رزاق، “جي بي أس” و”الهايشة ” للمخرج والمؤلف محمد شرشال إلى جانب سلسلة من إنتاجات المسرح العالمي.

وفي هذا الإطار، اقترح المسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي إنتاجاته الجديدة لموسم 2021 منها مسرحيات “رمادة 19” من إخراج شوقي بوزيد واقتباس عبد الرزاق بوكبة عن رواية “ليليات رمادة” للكاتب واسيني الأعرج، وكذا “شارع المنافقين” وهي كوميديا سوداء من تأليف وإخراج أحمد رزاق، فضلا عن إنتاج مسرحي خاص بالأطفال الموسوم “أجنحة نمولة” إخراج نضال مقتبس عن نص للكاتب يوسف بعلوج.

كما تم على صعيد آخر، عرض عدة أعمال مسرحية أمام الجمهور برسم سنة 2020/2021 على غرار “عودة شاشناق” و “الجثة” من إنتاج المسرح الجهوي لقسنطينة، ومسرحية “البئر” لجمعية وجوه المسرح من مدينة البليدة، “النعيم في الجحيم” لجمعية البسمة من سكيكدة وأيضا “لاودينغ” وهو عرض موجه للشباب عرض على خشبة المسرح الجهوي لمستغانم.

وعرفت هذه السنة تنظيم بعض الفعاليات المتعلقة بالفن الرابع، دون تحقيق عودة طبيعية للنشاط المسرحي، حيث شهد ربيع 2021 تنظيم الطبعة 14 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف شهر مارس التي سمحت لهواة المسرح بالعودة تدريجيا إلى بناية محيي الدين بشطارزي وكذا الدورة التاسعة للربيع المسرحي بقسنطينة وكانت بمثابة متنفس لمدينة الصخر العتيق.

من جهة أخرى، احتضنت بدورها مدينة البيض في نفس الفترة فعاليات “الأيام الوطنية للمسرح الملتزم” بمشاركة أعمال مسرحية من مختلف مناطق الوطن، فيما شهدت مدينة سعيدة الأيام الوطنية لمسرح الطفل والعرائس.

وانطفأت من جديد أضواء الركح المسرحي خلال الفترة الصيفية، وهو ما أجبر المسارح على توقيف تدريبات الفرق على الركح ليتبعها لاحقا إعادة فتح الفضاءات المسرحية بشكل حذر.

وبالنسبة لنهاية السنة الجارية، فقد عرفت تنظيم عدة فعاليات مسرحية متسلسلة أبرزها على ركح المسرح الجهوي لسيدي بلعباس الذي احتضن الطبعة الـ 13 للأيام الوطنية لمسرح مكرة من طرف جمعية “البيان” شهر نوفمبر الماضي تليها الأيام الوطنية الأولى فتيحة بربار لمسرح الشباب بمبادرة من جمعية المنارة الثقافية لبومرداس.

وفي ذات الإطار، تميزت نهاية السنة الجارية بتنظيم الدورة الـ 10 لتظاهرة “أيام مسرح الجنوب” بالجلفة التي تعقد فعالياتها خارج الجزائر العاصمة لأول مرة منذ تأسيسها وذلك بمشاركة 7 أعمال مسرحية، مداخلات وورشات تكوينية إلى جانب تظاهرة الطبعة السادسة للأيام الإفريقية للمونودراما بالأغواط.

من جهة أخرى، كان جمهور المسرح على موعد مع الطبعة الأولى للأيام المسرحية للقصبة التي كانت مبرمجة من 22 إلى 30 ديسمبر الجاري، غير أن التظاهرة تم تأجيلها إلى غاية شهر فيفري المقبل حسب مؤسسة المسرح الوطني الجزائري الجهة المنظمة للتظاهرة.

ب/ص