في جعبة كل فنان قصص ومواقف يرويها للجمهور والقراء، تجمع ما بين الجد والهزل، وهو ما يفصحون عنه إما على مواقع التواصل الاجتماعي أو في البرامج الإذاعية والتليفزيونية، لكن الوضع كان مختلفًا مع فناني الزمن
الجميل، بالتحديد أَثْنَاء حقبة الأربعينيات.
وعلى صفحات مجلة “الإثنين والدنيا”، في عددها الصادر بتاريخ 15 مارس 1948، تحدث النجوم عن مواقفهم مع بعض الأَفْـرَادِ البخلاء، في تقرير بعنوان “أبخل من قابلت”، وجاءت بدايته: “طلبنا إلى لفيف من أهل الفن أن يروي لنا كل منهم قصة أبخل شخص صادفه”.
وقتها عاد الفنان نجيب الريحاني بذاكرته إلى الوراء لـ25 سـنةً، وروى: “دعاني صديق لتناول العشاء على مائدته العامرة، وتستطيع أن تستنتج دون أن أساعدك أننا تناولنا العشاء على مائدة صغيرة أحطنا بها إحاطة السوار بالمعصم”.
وتابع: “بعد دقائق فوجئت فور رؤيتي لأصناف الأطعمة وكميتها: “الملوخية في طبق في حجم فنجان قهوة، واللحم في طبق من أطباق فناجين الشاي، وتحتل ثلاثة أرباعه قطع من البطاطا التي لم يتم نضجها بعد، لأن إكمال نضجها يحتاج إلى وقود”.
وأردف: “وفي أَثْنَاء الأكل.. وأي أكل.. أحضرت الخادمة شبه طبق فيه كفتة، وتبادلت صاحبة البيت مع الخادمة النظرات النارية، وفجأة بدأت تمد يدها نحو طبق الكفتة، تسحبه بانتظام حتى وصل إلى آخر المائدة، وفجأة انتقل الطبق من فوق المائدة إلى تحتها “، وختم: “لم نر الطبق بعدها”.
وفي أحد الأيام قبلت الْفَنّـــانَة رجاء عبده دعوة إحدى العائلات لتناول وجبة الغداء، وكانت ربة المنزل مشهورة بقولها على مائدة الطعام: “ما هو رأيك في الشوربة يا فلان؟ حلوة؟”، ثم تأمر الخادم لإعادة الطعام إلى المطبخ: “ارفع يا عثمان”.
واستطردت الْفَنّـــانَة روايتها بخصوص ما تقوله السيدة: “ما رأيك في المكرونة؟ اعتقد أنك أكلت؟ ارفع يا عثمان”، مستنكرة الوضع: “وهكذا الحال مع بقية الأصناف، فما يكاد الخادم يضع صنفًا منها على المائدة حتى يعيده بناءً على أوامر الداعية”.
أما الموسيقار المفقود محمد عبد الوهاب روى موقفًا حدث بين صديق له وشقيقه، وبدأ بقوله: “لي صديق نزل أخوه في ضيافته، فلما طالت الضيافة فكر الصديق في طريقة يضمن بها إجلاء شقيقه”.
بالفعل اهتدى صديق “عبد الوهاب” إلى طريقة يضمن بها تحقيق مراده، وتمثل الأمر في اجتماعهما على مائدة الطعام، وحرص على أن يقول لشقيقه: “إنت لم تأكل من اللحمة أم 15 قرش الرطل.. لماذا يا محمود؟ كُل مكرونة، أنا مقتنيها بـ30 قرشا، حلّيت يا سي محمود؟ ما رأيك في الفراولة أم ريال؟”.
وأصيب الشقيق بضيق بعد يومين وعاد إلى بلدته قبل الموعد المحدد، وهناك سأله الأهل عن السبب فأجابهم: “الحكومة تذيع التسعيرة مرتين في الشهر، لكن أخي يذيعها 3 مرات في اليـــــــوم”.