أكد نشطاء حقوقيون وكتاب ودبلوماسيون من عدة دول عبر العالم على دور الثقافة لتفكيك ألاعيب التطبيع التي تحاك ضد القضية الفلسطينية، داعين إلى تنظيم حملة دولية ضد هذه الفكرة المستحدثة التي تستهدف كل المنطقة العربية.
تم ذلك خلال الملتقى الذي نظمه اتحاد الكتاب الجزائريين بالتعاون مع الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين بعنوان “الجزائر ضد التطبيع” في سياق العمل لمواجهة موجة التطبيع العربي الرسمي التي عصفت بالمنطقة خلال العام 2020 وخضع لها العديد من الحكومات والأنظمة العربية.
وبالمناسبة، أكد الأستاذ يوسف شقرة، رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين، في مداخلته، على “دور الثقافة باعتبارها عمود بناء الدولة والشعوب والأمم كسلاح قوي من أجل تفكيك ألاعيب التطبيع والمغالطات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية والأمة العربية ككل”.
وباعتباره نائب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، أكد السيد شقرة أن “هناك بندا أساسيا للاتحاد يجرّم التطبيع”، مضيفا أن “أي محاولة للتطبيع مع الكيان الصهيوني سيتم تجميد الاتحادات العربية مباشرة”.
وأعرب في هذا السياق عن “ارتياحه لعدم تسجيل إلى حد الساعة أي محاولة من طرف اتحادات الدول العربية أو من طرف أي كاتب للتطبيع مع الكيان الصهيوني”.
وأكد بدوره سفير دولة فلسطين في الجزائر أمين مقبول على “الدور الكبير المنتظر من الأدباء والمثقفين والكتاب العرب في ظل حملات التطبيع التي تواجهها القضية الفلسطينية والأمة العربية جمعاء”، وذلك من خلال “توضيح الصورة الحقيقية للقضية الفلسطينية أمام محاولات كي الوعي العربي والاسلامي من خلال استهداف المناهج التعليمية لتغيير الرواية الفلسطينية العربية الإسلامية واستبدالها بالرواية الصهيونية حول أرض فلسطين وتاريخها”.
وأثنى بالمناسبة على الدور الذي لعبته ولازالت تلعبه الجزائر لمساندة القضية الفلسطينية قائلا: “ننحني دائما إجلالا وإكبارا للموقف الجزائري قيادة وشعبا الذي وقف إلى جانب نضال الشعب الفلسطيني وإلى جانب باقي الشعوب المضطهدة في العالم”.
وفي كلمة مصورة من جوهانسبورغ، شدد مانديلا مانديلا حفيد المناضل الإفريقي نيلسون مانديلا، على أهمية هذا اللقاء من أجل تمكين الشعب الفلسطيني من حقه في الاستقلال والحرية، قائلا: “لم يسبق في تاريخنا أن كانت الحاجة أكبر إلى بناء تعارف عالمي قوي تحت عنوان التضامن الانساني، يكون بإمكانه تحقيق حلم الرئيس السابق لجنوب إفريقيا مانديلا وكل الثوريين الذين سبقوه لتمكين الشعب الفلسطيني من حقه غير القابل للتصرف والمساومة في إقامة دولته”.
ونوه بالمناسبة بمثل هذه اللقاءات التي “تنظم في الجزائر أرض الثوار وموطن جميع المناضلين الأحرار”، مسترسلا بالقول “في إفريقيا نبقى مدينيين دائما للقيادة الجزائرية الشجاعة لدعمهم نضالنا من أجل الحرية والديمقراطية”، كما حيا الجزائريين بالاحتفال بيوم الشهيد الوطني الموافق لـ 18 من فيفري من كل سنة.
أما الناشط الحقوقي السياسي، توشار غاندي، حفيد الزعيم الهندي الراحل مهاتاما غاندي، شدد هو أيضا على ضرورة مواصلة تقديم الدعم للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في وطنه باعتبارها تبقى أحق قضية للدعم في العالم.
مضيفا بالقول: “إنها قضية انسانية وعادلة في مطلبها في الوقت الذي لا زال فيه الشعب الفلسطيني محروما من حقه في وطنه، فلا يمكن أن يحصل تطبيع مع الكيان الصهيوني، ولذا يجب أن تكون هناك حملة ضد هذه الفكرة المستحدثة”.
كما حيا بالمناسبة كل حركات التحرر الجزائرية وشهدائها داعيا إلى ضرورة الاستمرار في تقديم الدعم للفلسطينيين في كفاحهم من أجل احقاق الحق لمواجهة جبروت المحتل.
ووجه من جانبه نور الدين السد، النائب السابق لرئيس البرلمان العربي ورئيس اللجنة التشريعية القضائية لحقوق الانسان في البرلمان العربي، رسالة إلى الشعب الفلسطيني دعاهم فيها إلى ضرورة “الثبات أمام الموقف الجلل في ظل الهرولة نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني” وذلك من خلال “توحيد الصف الفلسطيني وتلاحم السلطة مع الشعب لرفض كل محاولات إلغاء الدور الفلسطيني في المحافل الدولية”.
ويعتبر الملتقى “الجزائر ضد التطبيع” إعلانا عن افتتاح فعاليات “عام 2021 _ عام مواجهة التطبيع” الذي أطلقته الحملة بالتعاون مع عشرات الجمعيات والمنظمات حول العالم بهدف التصدي لمشروع تصفية القضية الفلسطينية إعلاميا ورسميا.
ب/ص